للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المنهجية:

"يفصل في أحوال المسلمين، ويجمل في أحوال الكافرين".

ثم إن في الآية معنى تربوياً آخر، وهو: أنه يخشى من لعن الكفار في مثل هذه المناسبة، أن يظن ضعاف الإيمان، والذين في قلوبهم مرض، أن الكفار إنما غلبوا المؤمنين بقوتهم وشدتهم لا بتقصير المسلمين أنفسهم، الأمر الذي يُضْعِف الإيمان بالله، وبأن النصر بيده سبحانه، ويصرف المؤمنين عن تربية أنفسهم، وسد ثغراتهم، فنزلت الآية: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} أي: أن الأمر بيده، والنصر بيده، والهزيمة بيده، والهداية بيده، والإضلال بيده.

وكذلك نُبّه الناسُ جميعاً، وضعافُ النفوس والإيمان بخاصّة، إلى هذا الأمر المهم بقوله سبحانه:

{وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ} [الأنفال: ٥٩] أي: حذار أن يخطر ببالك، أن الكفار غلبوا عجزاً من الله.

قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيره لهذه الآية: {ولا تحسبن} يا محمد - صلى الله عليه وسلم - {الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا} أي: فاتونا، فلا

<<  <   >  >>