للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: أما الحديث، فهو دعاء آخر الوتر في الجلوس قبل السلام، وليس هو دعاء القنوت، فلا حجّة في ذلك.

وأما قياسها على الوتر، فلا يصحّ، لما ذكرنا من الفوارق.

والعبادات دليلها النص، لا القياس.

ثم بعد متابعة الروايات، تبين لي أن جهرهم بالقنوت في النصف الثاني من رمضان، لم يكن لأنه وتر، جاز فيه القنوت فحسب، بل كان فيه شبه بقنوت النازلة؛ لأنهم كانوا يلعنون فيه الكفار، ويدعون للمؤمنين.

وقد أخرج ابن خزيمة (٢/ ١١٠٠) بسند صحيح، عن عروة بن الزبير، حديث عمر المشهور، في خروجه على الناس في رمضان، وأمره أبيّاً أن يصلّي بهم، ثم قال -أي عروة-:

"وكانوا يلعنون الكفرة في النصف: اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسولك، ولا يؤمنون بوعدك, وخالف بين كلمتهم، وألق في قلوبهم الرعب, وألق عليهم رجزك وعذابك إله الحق, ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير, ثم يستغفر للمؤمنين، قال: وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة, وصلاته على النبي - صلى الله عليه وسلم - , واستغفاره

<<  <   >  >>