الأول: أن الآية نسخت القنوت، وهو مذهب باطل؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - قنت بعدها، وتتابع الصحابة، والتّابعون على القنوت، والأئمة الأربعة على مشروعيته.
الثاني: النهي عن لعن المعيّن، والدعاء عليه في الصلاة، وهو مذهب مرجوح؛ لأن النّبي - صلى الله عليه وسلم - لعن معينين بعد ذلك.
والثالث -وهو الصحيح- وهو:
أن في الآية توجيهاً عظيماً، وأدباً رفيعاً، ومنهجاً قويماً، في معالجة قضية النصر والهزيمة، وأن الأمر كلّه بيد الله -تعالى- يهدي من يشاء، ويضل من يشاء، وينصر من يشاء، ويهزم من يشاء.
وأن السبب الرئيس في الهزيمة، هو: مخالفة المسلمين لدينهم وتنازعهم، وتقديمهم دنياهم على آخرتهم، فهذه هي الأسباب الحقيقية للهزيمة، فلا يشفع لكم لعن الكافرين في هذا المقام، ولا استبعاد الهداية عنهم.