للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يا من غدا بين أهل العلم كالعلم … أزلت بعض الذي أشكو من الألم

أعملت فكري يا من لا مثال له … في العلم والحلم والآداب والحكم

في قصّة أنت تدري سرّ ميسمها … جلوتها كجلاء البدر في الظّلم

أثبت خيرا، أبا عبد الإله، على … من بات يشكر ما أوليت من نعم

حتّى ثنى جيده بالجيد ملتفتا … إلى ربّ الجدا والجود والكرم

شخص السّماح ومعنى كلّ معلوة … من خصّ بالخلق المحمود والشّيم

وأكتب النّاس، إن هزّت يراعته … فيخفق السّيف إنّ الفضل للقلم

إذا وشى سطر خطّ فوق مهرقة … فالدّرّ ما بين منثور ومنتظم / ١٨٣ /

أقسمت أنّ المعالي في الورى قسم … حاز ابن مقلة فيها أبخس القسم

سما إلى الأفق الأعلى، فهمّته … ما همّها غير أن تسمو على الهمم

موفّر العرض، لكن وفر نائله … مقسّم في ذوي الإثراء والعدم

مرفّع القدر مشهور تواضعه … يسدي ويعطي ويرعى خالص الذّمم

فلذ بحرمته إن كنت مهتضما … تأمن كأنّك قد أصبحت في الحرم

إن جئته سائلا عن حاجة صعبت … في الحين تقضى ولم تبرح ولم ترم

وإن شكوت إليه جور مظلمة … لم يرقد اللّيل إشفاقا ولم ينم

فاردد جوابي فقد أصبحت في قلق … محالف الوجد والأشجان والسّقم

فأجابه خالي رحمة الله عليهما: [بسيط]

مالي يد بالذي أوليت من نعم … ولا أطيق حياتي شكرها بفمي

ولست أسطيع وصف بعضها أبدا … حتّى أؤلّف بين الماء والضّرم

صحيفة قد أتتني منك محكمة … كأنّها راحة تهدى إلى سقم

بدا بها عند ما عاينت أحرفها … لاحت كمسك على الكافور منتظم

شعر مصوغ من الشّعرى ومرزمها … ومن عقيق ومن درّ ومن حكم

شتّى، وألّفها السّحر الحلال به … كأنّ هاروت بين الفكر والقلم

كأنّما كوكب في كلّ قافية … ما أحسن الشّهب في الألفاظ والكلم

إن كان زهرا فمن يمناك منبته … وإنّما تنبت الأزهار بالدّيم

أو كان درّا فأنت البحر في أدب … وعادة البحر قذف الدّرّ للأمم

<<  <   >  >>