للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

العصر، عند إرادة الوضوء لها.

كما يحتمل أن يكون الماء لما تفجر كم بين أصابعه ويده الشريفة في الرَكوة، حيث توضؤا جميعاً وشربوا، حينئذ أمر - صلى الله عليه وسلم - بصب الماء الذي بقي في الرَكوة في بئر الحديبية، فتكاثر الماء من جديد، بعد أن كان تكاثر يوم ألقى سهمه الشريف فيه.

والحق أنها روايات ثابتة نأخذ بها جميعاً.

قال: فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر معه، فقال: إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي (١) نزلوا أعداد مياه الحديبية (٢) ومعهم العُوْذُ والمطافيل (٣)، وهم مقاتلوك وصادّوك عن البيت، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:

«إنّا لم نجئ لقتال أحد، ولكنّا جئنا معتمرين».

هذا القول الفصل ينفي من جديد أي احتمال لاجتياح أو نية سوء مبيتة، ثم إنّ الإحرام والعدد الذي صاحب نبينا - صلى الله عليه وسلم - يعضد ذلك.


(١) قال العلامة ابن حجر العسقلاني: إنما اقتصر على ذكر هذين لكون قريش الذين كانوا بمكة أجمع ترجع أنسابهم إليهما. انظر نفس المرجع جـ ٥ صـ ٤١٤ ـ.
(٢) قال العلامة ابن حجر في المرجع والجزء والصفحة: «الأعداد بالفتح جمع عِدّ بالكسر والتشديد وهو الماء الذي لا انقطاع له وغفل الداوُدي فقال: هو بموضع بمكة. وقول بديل هذا يشعر بأنه كان بالحديبية مياه كثيرة، وأن قريشاً سبقوا إلى النزول عليها فلهذا عطش المسلمون حيث نزلوا على الثَمَدِ المذكور». أقول: الثَمَدُ حُفَيرة فيها ماء.
(٣) العُوْذُ جمع عائذ وهي الناقة ذات اللبن، والمطافيل الأمهات اللاتي معها أطفالها. قال العلامة ابن حجر في الموضع المذكور: يريد أنهم خرجوا معهم بذوات الألبان من الإبل ليتزوّدوا بألبانها ولا يرجعوا حتى يمعنوه، أو كنى بذلك عن النساء معهنّ الأطفال، والمراد أنهم خرجوا معهم بنسائهم وأولادهم لإرادة طول المقام، وليكون أدعى إلى عدم الفرار ....

<<  <   >  >>