انظر للتوسع في تغطية هذه النقطة وما يتلوها من نقاط في هذه المقدمة كتاب «الركن الخامس» حيث جلَّيتُ بتوفيق الله كل شيء في موضعه. (٢) مثلاً أركان الكعبة في الجهات الأصلية بدقة، وبناؤها متين يقدر على مواجهة عوامل التأثير المختلفة آلاف السنين، رغم مضي آلاف السنين على بنائها، والوسائل البدائية التي استخدمت آنذاك مما يؤكد أن قواعد البيت رفعت بعناية الله، ووصايا الوحي جبريل. (٣) فالحجر الأسود الذي وضع في الركن المسمى باسمه علامة لبدء الطواف واختتامه في كل شوط ثبت علمياً أنه نيزك من نوع فريد لم يعرفه البشر، وهو ما يؤكد الروايات التي وردت في فضله من أنه ياقوتة نزلت من الجنة سوّدته ذنوب الخلق. (٤) فحجر إسماعيل من البيت، وهو موقع فيه من الأنوار التي تتنزل على عباد الله هناك ما لا حصر له، جعلني الله وإياك ممن تذوق لذة المناجاة والتذلل والانكسار بين يدي الله. (٥) الطواف حول البيت موافق لحركة دوران الوجود كله من النواة إلى الكواكب إلى المجرات، لذلك فإنه انسجام بين عبودية الإنسان الاختيارية وعبودية الموجودات القسرية أمَرَ به من أخضع كل شيء لحكمه، وإنْ من شيء إلا يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم. (٦) السعي جزء من ماراتون المسلمين، وهو مسيرة وفاء لسعي أمنا هاجر، وتخليد لذكراها وذكرى من سار على نهجها من الصالحين. (٧) هو آية من آيات الله، قام عليه إبراهيم لبناء البيت، وفيما بين الركن والمقام قبور لأربعة من أنبياء الله هم نوح وهود وصالح وشعيب، كما جاء في الأثر، وإن كان لم يثبت، ولذلك لا يتنافى ذلك مع الطواف. قال العلامة ابن حجر الهيثمي بعد أن ساق الخبر في حاشيته على شرح الإيضاح في مناسك الحج للنووي ص ٩: «ويرد بأن مقبرة الأنبياء لاتكره الصلاة؛ لأنهم أحياء في قبورهم يصلون ويتعبدون، فإن قلت: الكراهة أو الحرمة لازمة من جهة أُخرى وهي أن المصلي ثَمَّ يستقبل قبر نبي؟ شرط الحرمة أو الكراهة تحقق ذلك وهذا غير محقق هنا.