للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبو موسى، ومسروق، والأسود بن هلال، وقال عمرو بن العاص: «فرّوا عن هذا الرجز في الشعاب والأودية ورؤس الجبال» ذكره الإمام النووى في شرح مسلم.

(تنبيه) قال أبو الحسن المدائني: كانت الطواعين المشهورة العظام في الإسلام ستة:

الأوّل: طاعون شيرويه بالمدائن، فى عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سنة ستة من الهجرة.

الثاني: طاعون عمواس في زمن عمر بن الخطاب، كان بالشام، ومات فيه خمسة وعشرون ألفا.

الثالث: طاعون في زمن خلافة عبد الله بن الزبير، فى شوال سنة تسع وستين، ومات فيه بالطاعون في ثلاثة أيام كل يوم سبعون ألفا، ومات فيه لأنس ابن مالك ثلاثة وثمانون ولدا، ومات فيه لعبد الرحمن بن عوف أربعون ولدا.

الرابع: طاعون الفتيان، فى شوال سنة سبع وثمانين بالبصرة وواسط والشأم والكوفة، ويقال له طاعون «الأشراف» لما مات فيه من الأشراف.

الخامس: طاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة، فى رجب، واشتد في رمضان، وكان يخرج في كل يوم ألف، ثم خفّ في شوّال.

السادس: طاعون كان بالكوفة سنة خمس، وفيه توفى المغيرة بن شعبة.

ولم يقع الطاعون بالمدينة المنورة ولا مكة قط، قاله الإمام النووي.

وعن أبى هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «إذا طلع النجم ارتفعت العاهة عن كل بلد» وأراد بالنجم الثريّا «١» قال ابن عباس: يعنى الثريا، والعرب تسمى الثريا نجما، والمراد بالعاهة الافة التى تلحق الزرع والثمار في فصل الشتاء، وصدر فصل الربيع، فيحصل الأمن عليها عند طلوع الثريا في الوقت المذكور، وقال ابن عمر: «إذا طلعت الثريا فقد أمن» يعنى صاحب الزرع والثمار، ولذلك نهى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن بيع الثمرة وشرائها قبل أن يبدو صلاحها. اهـ.


(١) لقوله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا طلعت الثريا أمن الزرع من العاهة» رواه الطبراني في الأوسط.