وقسّ بن ساعدة، وورقة بن نوفل، وعمير بن حبيب الجهني، وعمرو بن عنبسة وجماعة اخرين.
وهذه طريقة الفخر الرازي، وزاد:«إن اباء النبى صلّى الله عليه وسلّم كلهم إلى ادم على التوحيد، لم يكن فيهم شرك» ، وقال الجلال السيوطى أيضا:«إنى لم أدّع المسألة إجماعية، بل هى مسألة ذات خلاف، فحكمها كحكم سائر المسائل المختلف فيها، غير أنى اخترت أقوال القائلين بالنجاة لأنه أنسب بهذا المقام» .
جديث إحياء الله أبويه: وما أحسن كلام الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر الدين بن عبد الله بن محمد الدمشقى المولود سنة سبع وسبعمائة ٧٠٧ هـ، حيث قال في كتابه «مورد الصادى بمولد الهادي» بعد أن أخرج الحديث في إحياء أمه من طريق الخطيب، فصرّح بضعف الحديث، ولم يلتفت لزعم وضعه، وكفى به حجة:
حبا الله النبي مزيد فضل ... علي فضل، وكان به رؤوفا
فأحيا أمّه وكذا أباه ... لايمان به فضلا منيفا
فسلّم فالقديم بذا قدير ... وإن كان الحديث به ضعيفا
وقد ردّ بعضهم علي هذه الأبيات بقوله:
أيقنت أنّ أبا النبي وأمّه ... أحياهما المولي الكريم الباري
حتى له شهدا بصدق رساله ... سلّم فتلك كرامة المختار
هذا الحديث ومن يقول بضعفه ... فهو الضعيف، عن الحقيقة عاري
ولئن سلّم أنه من قسم الضعيف، فهو الذى تجوز روايته في الفضائل والمناقب، لا بمعنى الموضوع، وقال أبو القاسم السهيلى في أوائل كتابه «الروض الأنف» بعد إيراد حديث أنه صلّى الله عليه وسلّم سأل ربه أن يحيى أبويه فأحياهما له فامنا به ثم أماتهما: «والله تعالى قادر على كل شيء، ونبيه صلّى الله عليه وسلّم أهل لأن يخصه بما شاء من إكرامه» . انتهي.
وقد أيّد بعضهم هذا الحديث بالقاعدة التى اتفق عليها الأئمة: أنه ما أوتى نبيّ معجزة إلا أوتى نبينا صلّى الله عليه وسلّم مثلها.