ربها، وعلى فضلها في دين الإسلام وفي عنق المسلمين. حيث ورد منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الثناء الضخم عليها، والوفاء الجميل عند ورود ذكرها، أو مرور شيء من سيرتها، أو عند رؤية أحد من صدائقها وخليلاتها، مع إظهار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لمحبتها، وتأثره عند ذكرها بعد وفاتها، وإشهار حسن موقفها منه ووقوفها وراءه تؤمن به، وتشد أزره، حتى قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "خير نسائها مريم، وخير نسائها خديجة"(١) مما يؤكد في الإسلام تلك الأخلاق الحسنة من جهة، ومن جهة أخرى أن النساء شقائق الرجال، وفيهن من وصلت إلى هذه الدرجة العالية الرفيعة، مما يجعلها القدوة والأسوة لنساء المسلمين اللاتي يبتغين رضا الله، ويردن رفعة أوطانهن، وبالتالي فإن في التصفح لسيرتها وسيرة بقية المسلمات القانتات لزادًا عظيمًا تتزوده المرأة المسلمة في هجير المادة اللافح الذي نعيشه اليوم.
نعود لتعليق "وات" على هذا المبحث ..
ولولا أن ذلك من منهج هذا البحث لما أعدنا النظر فيه، ولا الالتفات إليه، إذ هو مسخ من العقل، وتناقض من القول، وتلاعب بالألفاظ، فهو يستغفل القارئ، ويوهمه - يخبره - بالشيء ونقيضه، وللأسف هو قول طويل، ونقله والتعليق عليه ثقيل على النفس، ولأن فساده يغني عن إفساده، لأن عواره ظاهر لمن عنده مسكة من العقل، ولكن ننقل بعضه حجة وبرهانًا على ذلك السوء البالغ المسمى بحثًا ومنهجًا تاريخيًا وغيره من مهول
(١) البخاري، الصحيح (٣٨١٥)، مسلم (٢٤٣٠)، وانظر في فضل السيدة خديجة رضي الله عنها، البخاري أيضًا "الفتح" (٣٨١٨ - ٣٨٢٣ / ح)، ومسلم بشرح النووي (٢٠٢/ ١٥)، والبداية والنهاية لابن كثير (٣١٨ - ٣٢٠/ ٢) ومن تلك الأحاديث أيضًا ما رواه أبو هريرة قال: " أتى جبريل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه =إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب البخاري (٣٨٢١) ومسلم (٢٤٣٢).