للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وما زال "وات" مصممًا على أن يكون عنوان فضح المستشرقين أمثاله بكلامه الذي لا ندري له وصفًا فيقول: كذلك يجب أن نتذكر دائمًا احتمال أن التجار قد استبعدوه من مجالسهم، ومن معظم العمليات المربحة. ومع ذلك فمن المحتمل أنه لم يستبعد تمامًا، لأنه كان قادرًا على أن يزوج ابنته زينب لأحد أفراد عشيرة عبد شمس، وهو ابن أخت خديجة، والتي لاشك في أنه كان لها دور بارز في هذه الزيجة، كما أن خطبة ابنتيه الأخريين لابني أبى لهب، الذي ربما كان ينظر إليه على أنه الزعيم التالي لبنى هاشم، تدل على أن محمدًا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان ينظر إليه أيضًا على أنه أكثر شباب بني هاشم رجاء (١).

ونبدأ بمقدمة كلامه التي عللها بالباقي من القول، حيث أوجب علينا دائما أن نتذكر احتمال أن التجار قد استبعدوه من مجالسهم ومن معظم العمليات المربحة.

وكذلك من المحتمل أنه لم يستبعد تمامًا.

ونحن معه في هذه الاحتمالات لنصل إلى الاحتمال الحق، فنقول له: يا مستر "وات" قد تذكرنا دائمًا أنه مستبعد، ثم ذكرتنا بالثاني أنه غير مستبعد تمامًا قد أمرتنا أن نتذكر دائمًا أنه مستبعد، فليس ثم استثناء للاستبعاد فلا يمكن أن نقول بعد دائمًا هذه إنه غير مستبعد تمامًا، فلم أمرتنا أيها الفهامة بذلك الاستبعاد الدائم التذكر فإذا به غير دائم ولا تام، فأي الاحتمالين تريدنا أن نتذكر إلا أن تقصد الاحتمال الثالث وهو أنه مستبعد وغير مستبعد.

ولا نجد في هذا الكلام إلا الكوميديا التراجيدية ل "وات" المضحكة المبكية في آن واحد ثم نحن نذكرك بأن الاستبعاد وعدمه غير ثابت تاريخيًا، ولا هو واقع التجار أيامئذ، فلم نسمع أن التجار وقفوا لأحد أخذ تجارته إلى الشام أو غيرها فوقفوا له قائلين ارجع أيها


(١) " وات"، محمد في مكة (١٠٠)، ترجمة عبد الرحمن الشيخ وآخر .. الهيئة المصرية العامة للكتاب٢٠٠٢.

<<  <   >  >>