وعقل القارئ والسامع فقال إن قسمًا من هذا القصص يمكن أن يكون سمعه قبل الوحي، نحن مسلمون بهذا ولكن كيف يتفق ذلك مع قولك بصدق النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في أن الوحي يأتيه من الخارج، ترى يأتيه من الداخل قسم قد خزنه في اللاوعي، ثم عند ادعاء الوحي يأتيه من الخارج من يستدعي هذا القسم من الداخل ليحدثه به على أنه من الخارج هذا كلام "وات"، فأي عقل هذا وأي علم ذلك، هل يدخل في عقل طفل صغير هذه الأغلوطات.
الثاني: قوله إن قسمًا من هذه القصص سمعه قبل الوحي، سلمنا ولكن من الذي أوثر عنه أثرًا صحيحًا في أنه كان يحكي قصصًا سمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قسمًا منه ثم استدعاه بما يسميه "وات" اللاوعي الجماعي ليدعي وهو الصادق أن ذلك وحي من الخارج، ولم يكذبه صاحب القصص.
الثالث: هذا القسم من القصص الذي سمعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ما هو تحديدًا أو تقريبًا.
الرابع: بقية الوحي "القرآن الكريم" مما لا قصص فيه من أين جاء به وهو صادق صدقًا مطلقًا في أن الوحي يأتيه من الخارج كالتوحيد والنبوات والأحكام والعبادات والأخلاق والسلوك.
الخامس: ترى من كان يقص هذا القصص ألم يكن الأعقل أن ينسبه لنفسه بدلاً من ادعاء غيره تملكه، ما دام أنه كان يمكن أن يكون وحيًا.
السادس: هذه البناء القرآني الضخم الذي نزل منجمًا على ثلاث وعشرين سنة، اختزل في قسم من القصص يحتمل سماعها قبل الوحي، في كل مرة يتنزل القرآن الكريم ليعلق على حادثة وقعت يتحرك اللبيدو ليصنع الأحداث التي وقعت، بأشخاصها ومواقعها، وتصرفاتها، ثم يخزن الأحداث ثم يأتي يستخرجها من اللاوعي إلى الوعي. هذا ليس لبيدو إذن بل هو الله تعالى، لأن موقعة بدر مثلاً قد جرت بترتيب الله تعالى، وفي مكان معين،