والمعنى: أن لا يفتر عن الإِعلان بتعظيم الله وتوحيده في كُل زمان وكل حال وهذا من الإِيجاز.
فمعنى {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣)} صِف ربّك بصفات التعظيم ربك أنت الاله الواحد، الحق، وهذا يشمل تنزيهه عن النقائص فيشمل توحيده بالإلهية وتنزيهه عن الولد، ويشمل وصفه بصفات الكمال كلها. وتعريض بأن الآلهة لاتستحق الالوهية بل هي مخلوقات زائلة.
ومعنى {فَكَبِّرْ}: كبره في اعتقادك: وكبره بقولك تسبيحاً وتعليماً. ويشمل هذا المعنى أن يقول:«الله أكبر» لأنه إذا قال هذه الكلمة أفاد وصف الله بأنه أكبر من كل كبير، أي أجلّ وأنزه من كل جليل، وهذا تنبيه على أن الدعوة إلى الله ومعرفة تنزيهه مقدمة على سائر أنواع الدعوات، ولذلك جعلت هذه الكلمة افتتاحاً للصلاة.
وأحسب أن في ذكر التكبير إيماء إلى شرع الصلاة التي أولها التكبير وخاصة اقترانه بقوله: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤)} [المدثر: ٤] فإنه إيماء إلى شرع الطهارة، فلعل ذلك إعداد لشرع الصلاة (١).
{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤)} ..
هو في النظم مثل نظم {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣)} [المدثر: ٣] .. أي لا تترك تطهير ثيابك.
وللثياب إطلاق صريح وهو ما يلبسه اللابس، وإطلاق كنائي فيكنى بالثياب عن ذات صاحبها، كقول عنترة:
(١) ابن عاشور، التحريروالتنوير، مصادر أخرى أبو السعود، ارشاد العقل اسليم (٥/ ٧٨٧)، الفخر الرازى، التفسير الكبير (١٥/ ٨٢٥).