للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتحبون أن تكون لكم العير، الطائفة التى لا شوكة فيها، أي لا بأس لها، ترى ماذا لو تحقق لكم ذلك أكان أولى، أم ما أراده الله وتعلقت به مشيئته هو الأولى الذى ظهرت لكم علله وحكمه (١).

وهذه العلل وهي أهداف المعركة الرئيسية:

١ - أن الله يريد أن يحق الحق بكلماته.

٢ - أن يقطع دابر الكافرين.

٣ - أن يحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون.

وننقل كلاماً عن سيد قطب لنفاسته فيقول رحمه الله ما حاصله لقد أراد الله تعالى

- وله الفضل والمنة - أن تكون ملحمة لا غنيمة، وأن تكون موقعة بين الحق والباطل ليحق الحق ويثبته، ويبطل الباطل ويزهقه. وأراد أن يقطع دابر الكافرين فيقتل منهم من يقتل ويؤسر منهم من يؤسر، وتذل كبرياؤهم، وتخضد شوكتهم وتعلو راية الإسلام وكلمته، ويمكن الله تعالى للعصبة المؤمنة التى تعيش بمنهج الله، وتنطلق به لتقرير ألوهية الله تعالى في الأرض، وأراد أن يكون هذا التمكين عن استحقاق لا عن جزاف بالجهد والجهاد وتكاليفه معاناتها في عالم الواقع في ميدان القتال.

لقد أراد الله تعالى للجماعة المسلمة أن تصبح أمة وأن تصبح دولة لها قوتها وسلطانها، وأراد لها أن تقيس قوتها الحقيقية إلى قوة أعدائها فترجح ببعض قوتها على قوة أعدائها، وأن تعلم أن النصر ليس بالعدد والعدة، وليس بالمال والخيل والزاد إنما هو بمقدار ما تحصل بإيمانها من قوة الله تعالى التى لا تقف لها قوة، وأن يحدث ذلك في الواقع الشاهد لا يكون


(١) انظر أبا السعود، إرشاد العقل السليم (٢/ ٣٤٥)، والالوسى، روح المعانى (٦/ ٢٤٨).

<<  <   >  >>