أنا زيدًا لا ضارب؛ لأن "غيرا" بمعناها، قال والقول عندي فيه أنه على فعل مضمر.
قال [أبو علي -أيده الله-]: ونظير هذا عندي أنا قوله "إن ربك هو أعلم من يضل عن سبيله""من" وما بعدها من الجملة التي هي استفهام في موضع نصب بفعل دل عليه "أعلم".
ألا ترى أن "أعلم" لا يجوز أن يعمل عمل الفعل.
فإن قلت: فكذلك تقول في قوله: "إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله"؟.
فإنه عندي قد يجوز أن ينفصل من هذا؛ لأن ما لا يتعدى من العوامل بلا حرف قد يتعدى بحرف.
ألا ترى أنك تقول: ذهب، وذهبت به، فتعديه بحرف، وتقول:"هذا مار بزيدٍ أمس" فتعديه بالحرف وإن كان لا يتعدى بغير حرف.
فكذلك قد يتعدى "أعلم" بحرف وإن كان لا يتعدى بغير حرف كما أن اسم الفاعل كذلك.
فأما "من" في قوله "أعلم بمن ضل عن سبيله" فليست كـ "من" في قوله "أعلم من يضل عن سبيله"؛ لأن "من" في "أعلم" استفهام