للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألا ترى أن علامة التأنيث إذا لحقت مع علامة التأنيث كان أفحش من أن تلحق مع علامة النسبة؛ لأن علامة النسبة وغن كانت عاقبت تاء التأنيث فنزلت منزلتها في رومي وروم كما قالوا "شعيرةٌ وشعيرٌ" فتعاقبا لجرى أحدهما مجرى الآخر ولم يجتمعا، فتاء التأنيث أقرب شبهاً إلى تاء التأنيث منها، فلو كانت التاء عندهم في "كِلْتَا" علامة تأنيث لم تجتمع مع علامة تأنيث، فإذا اجتمعت مع ألف تأنيث فاجتماعها مع ياءي النسب في "أخْتِيٌّ" ونحوه أجدر.

فأما ما ألزمه الخليل و [يهٍ] من أنه إذا قال: "أختيٌّ" لزمه أن يقول: "هنتيٌّ" في النسب إلى "هنْتٍ" فإن ذلك لا يلزمه ألا ترى أن "هَنْت" إنما يقال في الوصل، فإذا وقف قال "هَنَهْ".

فلما لم تلزم التاء في "هَنْت" في الوصل والوقف لزومها في "أخْتٍ" لم يكن لها حكم.

ألا ترى أن الحروف التي لا تلزم لا حكم لها فكما غلب "يهِ" تاء التأنيث التي ليست للإلحاق في هذا الاسم على التي للإلحاق فجعل الحكم لها ولم يعتد بتلك التي للإلحاق؛ لأنها ليست بثابتة كذلك فعل يونس في الإضافة.

ألا ترى أن "يهِ" قد فعل ذلك أيضاً بـ "هَنْت" إذا سمى بها رجلا

<<  <  ج: ص:  >  >>