للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالطَّرِيقُ الْأَوَّلُ، هُوَ مَنْ أَظْهَرَ الْحُجَجَ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ، وَأَظْهَرُ الْأَعْلَامِ عَلَى نُبُوَّتِهِ.

وَقَدِ اسْتَخْرَجَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْكُتُبِ الْمَوْجُودَةِ الْآنَ فِي أَيْدِي أَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ الْبِشَارَاتِ بِنُبُوَّتِهِ مَوَاضِعَ مُتَعَدِّدَةً، وَصَنَّفُوا فِي ذَلِكَ مُصَنَّفَاتٍ، وَهَذِهِ الْبِشَارَاتُ فِي هَذِهِ الْكُتُبِ مِنْ جِنْسِ الْبِشَارَاتِ بِالْمَسِيحِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وَالْيَهُودُ يُقِرُّونَ بِاللَّفْظِ، لَكِنْ يَدَّعُونَ أَنَّ الْمُبَشَّرَ بِهِ لَيْسَ هُوَ الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، وَإِنَّمَا هُوَ آخَرُ يُنْتَظَرُ، وَهُمْ - فِي الْحَقِيقَةِ - لَا يَنْتَظِرُونَ إِلَّا الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، وَيَنْتَظِرُونَ - أَيْضًا - مَجِيءَ الْمَسِيحِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ إِذَا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ، كَمَا بُسِطَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ وَيُحَرِّفُونَ دَلَالَةَ اللَّفْظِ، وَيَقُولُونَ: إِنَّهَا لَا تَدُلُّ عَلَى نَبِيٍّ مُنْتَظَرٍ، كَمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>