للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النُّبُوَّةِ - لَا يَكُونُ إِلَّا إِذَا كَانَ صَادِقًا فِي دَعْوَى النُّبُوَّةِ، فَتَبَيَّنَ أَنَّهُمْ بَشَّرُوا بِنُبُوَّتِهِ، وَهُوَ الْمَطْلُوبُ.

يُبَيِّنُ ذَلِكَ أَنَّ الْأَنْبِيَاءَ أَخْبَرُوا أَهْلَ الْكِتَابِ بِمَا سَيَكُونُ مِنْهُمْ مِنَ الْأَحْدَاثِ، وَمَا يُسَلَّطُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْمُلُوكِ الَّذِينَ يَقْتُلُونَهُمْ وَيُخَرِّبُونَ بِلَادَهُمْ وَيَسْبُونَهُمْ كَ - (بُخَتُنَصَّرَ) وَ (سَنْجَارِيبَ) وَلَكِنَّ هَؤُلَاءِ الْمُلُوكَ لَمْ يَدَّعُوا أَنَّهُمْ أَنْبِيَاءُ، وَلَمْ يَدْعُوا إِلَى دِينٍ، فَلَمْ تَحْتَجِ الْأَنْبِيَاءُ إِلَى التَّحْذِيرِ مِنِ اتِّبَاعِهِمْ، وَقَدْ حَذَّرُوا مِنِ اتِّبَاعِ مَنْ يَدَّعِي النُّبُوَّةَ وَهُوَ كَاذِبٌ.

وَمُحَمَّدٌ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَدْ قَهَرَ أَهْلَ الْكِتَابِ، وَقَتَلَ مَنْ قَتَلَ وَسَبَى مَنْ سَبَى، وَأَخْرَجَهُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ فَلَا بُدَّ أَنْ يَذْكُرُوهُ وَيَذْكُرُوا الْأَحْدَاثَ الَّتِي تَجْرِي عَلَيْهِمْ فِي أَيَّامِهِ. وَإِذَا كَانَ كَاذِبًا مُدَّعِيًا لِلنُّبُوَّةِ، فَلَا بُدَّ أَنْ يُحَذِّرَهُمْ مِنِ اتِّبَاعِهِ، وَمَعْلُومٌ أَنَّ عَامَّةَ أَهْلِ الْكِتَابِ

<<  <  ج: ص:  >  >>