للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَنَّهُ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ لَيْسَ صِفَةً مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ وَلِهَذَا قَالَ جَمَاهِيرُ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ جِبْرِيلُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - فَإِنَّ اللَّهَ سَمَّاهُ الرُّوحَ الْأَمِينَ وَسَمَّاهُ رُوحَ الْقُدُسِ وَسَمَّاهُ جِبْرِيلَ وَهَكَذَا عِنْدَ أَهْلِ الْكِتَابِ أَنَّهُ تَجَسَّدَ مِنْ مَرْيَمَ وَمِنْ رُوحِ الْقُدُسِ لَكِنَّ ضَلَالَهُمْ حَيْثُ يَظُنُّونَ أَنَّ رُوحَ الْقُدُسِ حَيَاةُ اللَّهِ وَأَنَّهُ إِلَهٌ يَخْلُقُ وَيَرْزُقُ وَيُعْبَدُ وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْكُتُبِ الْإِلَهِيَّةِ وَلَا فِي كَلَامِ الْأَنْبِيَاءِ أَنَّ اللَّهَ سَمَّى صِفَتَهُ الْقَائِمَةَ بِهِ رُوحَ الْقُدُسِ وَلَا سَمَّى كَلَامَهُ وَلَا شَيْئًا مِنْ صِفَاتِهِ ابْنًا وَهَذَا أَحَدُ مَا يَثْبُتُ بِهِ ضَلَالُ النَّصَارَى وَأَنَّهُمْ حَرَّفُوا كَلَامَ الْأَنْبِيَاءِ وَتَأَوَّلُوهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَرَادَتِ الْأَنْبِيَاءُ، فَإِنَّ أَصْلَ تَثْلِيثِهِمْ مَبْنِيٌّ عَلَى مَا فِي أَحَدِ الْأَنَاجِيلِ مِنْ أَنَّ الْمَسِيحَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - قَالَ لَهُمْ: عَمِّدُوا النَّاسَ بِاسْمِ الْآبِ وَالِابْنِ وَرُوحِ الْقُدُسِ فَيُقَالُ لَهُمْ: هَذَا إِذَا كَانَ قَدْ قَالَهُ الْمَسِيحُ وَلَيْسَ فِي لُغَةِ الْمَسِيحِ وَلَا لُغَةِ أَحَدٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ أَنَّهُمْ يُسَمُّونَ صِفَةَ اللَّهِ الْقَائِمَةَ بِهِ وَلَا كَلِمَتَهُ وَلَا حَيَاتَهُ لَا ابْنًا وَلَا رُوحَ قُدُسٍ وَلَا يُسَمُّونَ كَلِمَتَهُ ابْنًا وَلَا يُسَمُّونَهُ نَفْسَهُ ابْنًا وَلَا رُوحَ قُدُسٍ، وَلَكِنْ يُوجَدُ فِيمَا يَنْقُلُونَهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ يَصِفُونَ الْمُصْطَفَى الْمُكَرَّمَ ابْنًا وَهَذَا مَوْجُودٌ فِي حَقِّ الْمَسِيحِ وَغَيْرِهِ كَمَا يَذْكُرُونَ أَنَّهُ قَالَ - تَعَالَى -: لِإِسْرَائِيلَ أَنْتَ ابْنِي بِكْرِي

<<  <  ج: ص:  >  >>