للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَيْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.

وَرُوحُ الْقُدُسِ يُرَادُ بِهِ الرُّوحُ الَّتِي تَنْزِلُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ كَمَا نَزَلَتْ عَلَى دَاوُدَ وَغَيْرِهِ، فَإِنَّ فِي كُتُبِهِمْ أَنَّ رُوحَ الْقُدُسِ كَانَتْ فِي دَاوُدَ وَغَيْرِهِ وَأَنَّ الْمَسِيحَ قَالَ: لَهُمْ أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلَهِي وَإِلَهُكُمْ فَسَمَّاهُ أَبًا لِلْجَمِيعِ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ مَخْصُوصًا عِنْدَهُمْ بِاسْمِ الِابْنِ وَلَا يُوجَدُ عِنْدَهُمْ لَفْظُ الِابْنِ إِلَّا اسْمًا لِلْمُصْطَفَى الْمُكَرَّمِ لَا اسْمًا لِشَيْءٍ مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ وَلَا فِي كُتُبِ الْأَنْبِيَاءِ أَنَّ صِفَةَ اللَّهِ تَوَلَّدَتْ مِنْهُ.

وَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ كَانَ فِي هَذَا مَا يُبَيِّنُ أَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ بِالِابْنِ كَلِمَةَ اللَّهِ الْقَدِيمَةَ الْأَزَلِيَّةَ الَّتِي يَقُولُونَ أَنَّهَا تَوَلَّدَتْ مِنَ اللَّهِ عِنْدَهُمْ مَعَ كَوْنِهَا أَزَلِيَّةً وَلَا بِرُوحِ الْقُدُسِ حَيَاةُ اللَّهِ بَلِ الْمُرَادُ بِالِابْنِ نَاسُوتُ الْمَسِيحِ وَبِرُوحِ الْقُدُسِ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مِنَ الْوَحْيِ وَالْمَلَكِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ، فَيَكُونُ قَدْ أَمَرَهُمْ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِمَا أَنْزَلَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَالْمَلَكِ الَّذِي نَزَلَ بِهِ وَبِهَذَا أُمِرَتِ الْأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ وَلَيْسَ لِلْمَسِيحِ خَاصَّةٌ اسْتَحَقَّ بِهَا أَنْ يَكُونَ فِيهِ شَيْءٌ مِنَ اللَّاهُوتِ لَكِنْ ظَهَرَ فِيهِ نُورُ اللَّهِ وَكَلَامُ اللَّهِ وَرُوحُ اللَّهِ كَمَا ظَهَرَ فِي غَيْرِهِ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ، فَإِنَّ غَيْرَهُ أَيْضًا فِيمَا

<<  <  ج: ص:  >  >>