الأمر الثاني أن المواصفات بالجريان أو الدوران على ثلاثة اضرب.
الأول ما يوصف بالجريان فقط كالرياح والسفن والخيل والأنهار والعيون وغيرها ممن يجري في جهة أو جهات غير مستديرة.
الثاني ما يوصف بالدوران فقط كالمراوح الكهربائية التي تدور وهي ثابتة في مواضعها.
الثالث ما يجري في شيء مستدير فهو بهذا يجمع بين الجريان والدوران كالشمس والقمر والنجوم فإنها تجري في الفلك - والفلك مستدير بالإجماع - وتدور على الأرض فمن أجل كونها تجري في الفلك توصف بالجريان كما دلت على ذلك النصوص الكثيرة من القرآن ومن السنة أيضا في جريان الشمس، ومن أجل كونها تدور على الأرض في فلك مستدير تقطعه في كل يوم وليلة توصف بالدوران كما قال ذلك من قاله من السلف كمجاهد وغيره.
ونظير ذلك الطائف بالكعبة فإنه يجمع بين المشي والدوران على الكعبة، وكما لا يقول عاقل إن الطائف بالكعبة إنما يوصف بالدوران على نفسه، فكذلك لا يقول عاقل إن الشمس والقمر والنجوم إنما توصف بالدوران فقط كما تدور المراوح الكهربائية.
الوجه العاشر أن الصواف أخطأ خطأ كبيرا على مجاهد وغيره من الرجال الذين أشار إليهم بقوله (وقد قال بمثل هذا القول رجال من سلف هذه الأمة الخيار وهم من خير العصور بل هم من العصر الأول الذي هو خير العصور).
وهذا كذب على مجاهد وغيره ممن أشار إليهم في كلامه هذا، فلم يقل أحد