في تفسير آيات القرآن على ما نقل عن المفسرين من سلف الأمة ولا يتكلف ما لا علم له به.
وأما تفسير الآية الكريمة بما تخرصه الفلكيون وتوهموه بعقولهم الفاسدة من حمو جرم القمر أولا وزواله بالبرودة ثانيا فهذا من الافتراء على الله والإلحاد في آياته.
وقد قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى من فسر القرآن والحديث وتأوله على غير التفسير المعروف عن الصحابة والتابعين فهو مفتر على الله ملحد في آيات الله محرف للكلم عن مواضعه. انتهى.
ورواية ابن جريج عن ابن عباس رضي الله عنهما أن القمر كان يضيء كما تضيء الشمس لا يعتمد عليها, لأنها منقطعة.
وأيضا فرواية ابن أبي نجيح عنه تعارضها. وقد صرح فيها أن الليل والنهار كذلك خلقهما الله. فهذه الرواية تفيد أن السواد الذي في القمر كان فيه من أصل الخلقة وأن قوله تعالى {فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ} معناه جعل السواد في القمر من أول خلقه. ويدل على ذلك قول مجاهد وكذلك خلقهما الله تعالى.
ومجاهد إنما تلقى التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما كما قال محمد بن إسحاق حدثنا أبان بن صالح عن مجاهد قال عرضت المصحف على ابن عباس رضي الله عنهما ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه واسأله عنها.
وروى ابن جرير عن ابن أبي مليكة قال رأيت مجاهدا سأل ابن عباس رضي الله عنهما عن تفسير القرآن ومعه الواحة قال: فيقول له ابن عباس