رضي الله عنهما: اكتب حتى سأله عن التفسير كله. ولهذا كان سفيان الثوري يقول: إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به.
ولو صحت رواية ابن جريج فليس فيها أن جرم القمر كان في أول الأمر شديد الحمو والحرارة ثم برد بعد ذلك وإنما فيها أنه كان يضيء كما تضيء الشمس. والإضاءة لا يلزم منها وجود الحمو والحرارة. وأيضا فالأمور الغيبية إنما تعلم من طريق الوحي ولا وحي على ما زعموه من حمو جرم القمر في أول الأمر البتة.
الوجه الثاني: أن يقال لو كان ما ذكره في معنى الآية صحيحا لكان معروفا عند الصحابة والتابعين فإنهم أعلم بعاني القرآن ومعجزاته وما أريد به ممن كان بعدهم ولاسيما علماء الصحابة رضي الله عنهم فإنهم قد امتازوا على غيرهم بالفهم التام والأخذ عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن مسعود رضي الله عنه كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن. رواه ابن جرير بإسناد صحيح.
وفي الصحيحين عن مسروق قال: قال عبد الله رضي الله عنه والذي لا إله غيره ما من كتاب الله سورة إلا أنا أعلم حيث نزلت وما من آية إلا أنا أعلم فما أنزلت.
ورواه ابن جرير ولفظه قال عبد الله والذي لا إله غيره ما نزلت آية في كتاب الله إلا وأنا أعلم فيم نزلت وأين أنزلت.
فأما ما توحيه الشياطين من التخرصات والظنون الكاذبة فالصحابة أجل قدرا من أن يتعلقوا بها أو تروج عندهم. وكذلك التابعين وتابعوهم بإحسان