وقيل: هي قصور في السماء للحرس, يروى هذا عن علي وابن عباس رضي الله عنهم ومحمد بن كعب وإبراهيم النخعي وسليمان بن مهران الأعمش. قال ابن كثير: والقول الأول أظهر اللهم ألا تكون الكواكب العظام هي قصور للحرس, فيجتمع القولان. انتهى.
وقيل: هي البروج الاثنا عشر التي هو منازل الشمس والقمر والكواكب السيارة, وروي ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا. وهذا القول الأخير هو الذي زعم موسى جار الله أن التفاسير اتفقت عليه. وذلك وهم منه وغلط.
الوجه الخامس: أن أهل الهيئة القديمة لم ينفردوا بإثبات البروج الاثني عشر التي تنزلها الشمس والقمر والكواكب السيارة حتى يقال: إنها بروج الهيئة القديمة. بل إثبات هذه البروج الاثني عشر والمنازل الثمانية والعشرين للشمس والقمر والكواكب السيارة, هو المعروف عند علماء المسلمين سوى بعض العصريين المفتونين بتقليد أهل الهيئة الجديدة من فلاسفة الإفرنج. وهؤلاء لا عبرة بهم كما لا عبرة بسلفهم من فلاسفة الإفرنج.
الوجه السادس: أن يقال ليس للسموات نظام ولا منظومات وليس فيها شموس متعددة كما زعمه أهل الهيئة الجديدة وأتباعهم من العصريين اعتمادا منهم على التخرصات والظنون الكاذبة. وإنما فيها شمس واحدة وقمر واحد وما سوى ذلك فهي نجوم قد جعلها الله تعالى زينة للسماء الدنيا ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها. قال الله تعالى:{إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ * وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ} وقال تعالى {وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا} وقال تعالى: {وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ} وقال تعالى: {أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا} وقال تعالى: {وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا