للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣ - أن رفع الحرج عن المستضعف حال الضرورة لا يعني الإباحة بمعنى التخيير بين الترك أو الفعل.

ومتى ما وجد المستضعف أو المستضعفون فرصة للخلاص من حالة الاستضعاف أو وسيلة لذلك، وجب عليهم الأخذ بها، متى ما تحققت الشروط، وانتفت الموانع، كما ينبغي عليهم السعي الحثيث للبحث عن البدائل، ولقد خرج عبد اللَّه بن سهيل بن عمرو -رضي اللَّه عنه- إلى بدر يكتم إيمانه، بعدما حبسه أبوه حتى ظن أنه رجع عن دينه، فلما التقى الجمعان، هرب إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقاتل مع المسلمين، وعد بدريًا -رضي اللَّه عنه- (١)، وقد أقره الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- على فعله، وكان يتربص الفرصه للانحياز للمسلمين ولم يركن -رضي اللَّه عنه- إلى حكم الاستضعاف.

* * *


(١) وهو أخو أبي جندل، وقد شهد بدرًا وهو ابن سبع وعشرين سنة فغاظ ذلك أباه سهيل بن عمرو غيظًا شديدًا، وشهد المشاهد كلها، واستشهد يوم اليمامة، وله ثمان وثلاثون سنة، انظر: جوامع السيرة، ١/ ٦٧، والروض الأنف، ٤/ ٥٢، والطبقات الكبرى، ٣/ ٤٠٦، وسير أعلام النبلاء، ١/ ١٩٣.

<<  <   >  >>