للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خير ولي وناصر بفتح مكة على نبيه -صلى اللَّه عليه وسلم- فتولاهم ونصرهم ثم استعمل عليهم عتاب بن أسيد -رضي اللَّه عنه- (١) فحماهم ونصرهم حتى صاروا أعز أهلها (٢).

١١ - قال تعالى: {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا} (٣)، المستضعفين من الولدان! الذين لا أب لهم، أكد اللَّه سبحانه أمرهم كما أكد أمر اليتامى، ويحتمل أن يريد بالمستضعفين من كان هو وأبوه ضعيفًا، واليتيم المنفرد بالضعف، ويحتمل أن يريد بالمستضعفين من رماه أهله ودفعه أبوه عن نفسه لعجزه عن


(١) هو عتاب بالشديد ابن أسيد بفتح أوله ابن أبي العيص ابن أمية بن محمد شمس الأموي أبو محمد الرحمن ويقال: أبو محمد، أسلم يوم الفتح، واستعمله النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على مكة لما صار إلى حنين واستمر، وكان عمره حين استعمل نيفا وعشرين سنة، وأقره أبو بكر على مكة إلى أن مات، ولما أراد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ألا يتزوج علي -رضي اللَّه عنه- بنت أبي جهل على فاطمة بادر عتاب فتزوجها فولدت له ابنه عبد الرحمن، وكان شديدا على المريب لينا على المؤمنين، قيل: أنه مات في نفس يوم وفاة أبي بكر الصديق -رضي اللَّه عنهما-. انظر: الإصابة في تمييز الصحابة، ٤/ ٤٢٩ - ٤٣٠، والاستيعاب في معرفة الأصحاب، يوسف بن عبد اللَّه بن عبد البر، تحقيق: علي البجاوي، بيروت: دار الجيل، ط ١، ١٤١٢ هـ، ٣/ ١٠٢٣ - ١٠٢٤، والطبقات "الكبرى" محمد بن سعد البصري، تحقيق: إحسان عباس، بيروت: دار صادر، ط ١، د. ت، ٥/ ٤٤٦.
(٢) انظر: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي، تحقيق: عبد الرحمن اللويحق، بيروت: مؤسسة الرسالة، ط ١، ١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م، ١/ ١٨٧، وتفسير البيضاوي، ٢/ ٢١٩.
(٣) سورة النساء، الآية [١٢٧].

<<  <   >  >>