للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أبو العالية: «كنا نأتي الرجل لنأخذ عنه فننظر إذا صلى: فإن أحسنها جلسنا إليه، وقلنا: هو لغيرها أحسن؛ وإن أساءَها قمنا عنه، وقلنا: هو لغيرها أسوأ» (١).

وفي الرسالة «القشيرية» (٢) عن ذي النون المصري أنه قال:

«من علامة المحب لله عز وجل؛ متابعة حبيب الله صلى الله عليه وسلم؛ في أخلاقه، وأفعاله، وأوامره، وسننه».

وهذا حق مأخوذ من كتاب الله تعالى، قال تعالى:

{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اَللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحَبِبْكُمُ اللهُ وَيَغَفْر لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.

قال الحسن البصري:

«فكان علامة حبَّهم إياه: اتباع سنة رسوله» (٣).

وأخرج ابن أبي حاتم في «تفسيره» (٤) عن أبي الدرداء أنه قال {فَاتَّبِعُوهُ}: على البِرِّ والتقوى، والتواضع، وذلّة النفس».

ولقد كان للعلماء الربانيين - على مرِّ العصور - يد ظاهرةٌ في الحث على العمل بالسنَّةِ - بمعناها الأصلي - إرشاداً، وتعليماً، وتأليفاً.


(١) سنن الدارمي ١/ ٩٣ - ٩٤.
(٢) ١/ ٧٥.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره ٢/ ٢٠٤، وأخرج نحوه الطبري ٣/ ٢٣٢، واللالكائي ١/ ٧٠.
(٤) ٢/ ٢٠٤.

<<  <   >  >>