لما كان الضغط الجوي هو العامل الأساسي المسئول عن هبوب الرياح، وأنه يتوزع بنظام عام على سطح الكرة الأرضية، وأنه يتعرض رغم ذلك لتغيرات كثيرة من وقت إلى آخر ومن مكان إلى آخر فإن الرياح التي تنتج عنه لا بد من أن تتباين هي الأخرى في اتجاهاتها وسرعاتها ومدي انتشارها ومدة هبوبها وخصائصها على حسب التوزيع العام لمناطق الضغط الجوي الرئيسية من جهة وعلى حسب ما يطرأ عليها من تغيرات مكانية أو زمانية أو نوعية من جهة أخرى، ولهذا فإنها تقسم على أساس هذه التغيرات إلى الأقسام الرئيسية التالية:
أولًا: الرياح العامة، وهي رياح منتظمة تهب عادة في نطاقات متسعة وتنقسم إلى:
أ- رياح دائمة تهب بانتظام تقريبًا طول السنة وتشمل الرياح التجارية، والرياح الغربية "العكسية" والرياح القطبية، وذلك في المناطق التي لا يتعرض فيها أي منها لتغيرات رئيسية في اتجاهاتها الأصلية التي يفرضها التوزيع العام لنطاقات الضغط الجوي العامة على سطح الكرة الأرضية.
ب- رياح موسمية تهب بانتظام في فصول معينة، وقد يتغير اتجاهها وصفاتها تغيرًا كليًّا أو جزئيًّا من فصل إلى آخر، وسببها هو حدوث تغيرات فصلية أساسية في الضغط الجوي على اليابس والماء.
ثانيًا: الرياح المحلية التي تسببها المنخفضات الجوية "أو أعاصير الأقاليم المعتدلة":
ويرتبط هبوبها بالجهات الحارة والباردة لهذه المنخفضات، وتتميز بصفات خاصة، ولا يستمر هبوبها إلا لفترات قصيرة لا تزيد غالبًا على يومين أو ثلاثة.