وهو أهم الأنواع وأعظمها تأثيرًا، ويرجع ذلك إلى وقوع العالم العربي في العروض المدارية والمعتدلة الدافئة، وإلى طبيعة أرضه وموقعه القاري، ويكاد هذا النوع يكون هو نوع الهواء الوحيد الذي يسيطر في فصل الصيف على مناخ معظم البلاد العربية الواقعة إلى الشمال من خط عرض ١٥ْ شمالًا، بل إن هذا العالم يعتبر من أهم مناطق نشأة هذا الهواء، ولكنه كثيرًا ما يصل إليه كذلك من الأقاليم القارية الواقعة في شماله أو في شماله الشرقي، حيث يصل عادة بشكل رياح شمالية أو شمالية شرقية ذات تأثير ملطف على حرارة فصل الصيف، إلا أن صفاته تتباين بعض الشيء من مكان إلى آخر على حسب طبيعة السطح الذي يمر فوقه، فإذا كن مروره على مسطحات مائية فإنه يكتسب بعض الرطوبة في أجزائه السفلى بينما تظل قطاعاته العليا جافة، وكثيرًا ما يؤدي هذا الهواء إلى تكون الضباب أو الشابورة على بعض السواحل في ساعات الصباح، ولكن على الرغم من أن الرطوبة النسبية لمثل هذا الهواء تصل أحيانًا إلى مائة في المائة فإنها لا تؤدي عادة إلى تكون سحب كثيفة؛ لأن الطبقة الهوائية الرطبة تكون عادة رقيقة.