تتميز إفريقية عن غيرها من القارات بأن خط الاستواء يمر في منتصفها تقريبًا، بمعنى أن البعد بين هذا الخط وبين ساحلها الشمالي يكاد يساوي البعد بينه وبين ساحلها الجنوبي، وإذ إن القارة تمتد على وجه التقريب ما بين خطي عرض ٣٥ ْشمالًا و٣٧ ْجنوبًا، وكان من نتائج هذا الموقع أن أصبح معظم القارة داخلًا في نطاق الأقاليم الحارة، كما أصبح ترتيب فصول السنة في قسمها الشمالي مخالفًا له في قسمها الجنوبي، وتعتبر إفريقية في الواقع أشد القارات حرارة، فإذا ما استثنينا الأطراف الشمالية والجنوبية لهذه القارة، وكذلك المناطق الجبلية المرتفعة فيها، ومن أهمها منطقة جبال أطلس وهضبة الحبشة وغيرها نجد أن المعدل السنوي لدرجة الحرارة في معظم أجزائها يزيد على ٣٠ ْمئوية.
ويتأثر مناخ القارة فضلًا عما تقدم بتوزيع الماء واليابس من حولها، فبينما نجد أن كتلة أوراسيا تؤثر تأثيرًا واضحًا على مناخ الأجزاء الشمالية والشمالية الشرقية نجد أن هذا التأثير لا يكاد يظهر في المناطق الواقعة جنوب خط الاستواء، اللهم إلا في مناطق محدودة في شرق القارة، وفيما عدا ذلك نلاحظ أن القسم الجنوبي تحيط به من الشرق والغرب والجنوب مساحات مائية عظيمة الاتساع تحول دون وصول المؤثرات القارية إلى هذا القسم من أي اتجاه من هذه الاتجاهات الثلاثة، وإن كان هذا لا يمنع بطبيعة الحال من أن