راجع إحصاءات الحرارة والمطر لبعض محطات الدول العربية في الملحق رقم ٤.
إن تعدد العوامل التي تتحكم في درجة الحرارة وتباين أهمية الدور الذي يلعبه كل عامل منها في الأماكن المختلفة قد خلق في العالم العربي نماذج حرارية مختلفة، على حسب الظروف المحلية بكل مكان، وأن امتداد هذا العالم من خط عرض ٢ ْجنوب خط الاستواء تقريبًا إلى خط عرض ٣٧ ْشماله يعني أنه يمتد عبر حوالي ٣٩ درجة عرضية، وأن بعض أجزائه يقع في العروض الحارة بينما يقع بعضها الآخر في العروض المعتدلة، وقد ترتب على هذا وجود فروق حرارية كبيرة بين أطرافه الشمالية من ناحية وأطرافه الجنوبية من ناحية أخرى. فبينما نجد مثلًا أن المعدل الحراري السنوي في مدينة بربرة الصومالية على خليج عدن يزيد على ٣٠ ْم فإننا نجد أنه لا يزيد على ١٥ ْفي مدينة حلب بشمالي سوريا، وبينما يرتفع معدل شهر يوليو في بربرة إلى ٣٧ ْفإنه يبلغ ٢٩ ْفي حلب، وبينما لا ينخفض معدل شهر يناير في بربرة عن ٢٤ْ ْفإنه ينخفض إلى ٦ ْفي حلب، ومن هذا يظهر أن الفرق الحراري بين هاتين المدينتين يكون صغيرًا في الصيف حيث يبلغ ٨ درجات فقط بينما يكون كبيرًا في الشتاء حيث يصل إلى ١٨ درجة، ومعنى هذا أن كل البلاد العربية تقريبًا، ما عدا البلاد الجبلية والبلاد الواقعة على سواحل البحر المتوسط، تكون حارة في الصيف ولا توجد فروق كبيرة بين بعضها وبعض، أما في الشتاء فإن الأطراف الشمالية وخصوصًا الجبلية منها تكون شديدة البرودة، بينما تظل الأطراف الجنوبية دافئة، وهذا يعني أن أهم الاختلافات الحرارية بين شمالي العالم العربي وجنوبيه ترجع بصفه خاصة إلى شدة برودة الشتاء في الشمال أكثر من رجوعها إلى شدة حرارة الصيف في الجنوب، وذلك لأن الحرارة الشديدة تكون عامة في كل البلاد العربية.
وترجع شدة حرارة الصيف عمومًا إلى صفاء الجو وطول ساعات سطوع الشمس وكبر زاوية سقوط الأشعة، وجفاف التربة بسبب جفاف الهواء وانعدام الأمطار