ذكرنا أن الكتل الهوائية بأنواعها المختلفة لا تبقى في مناطق نشأتها إلا لمدة محدودة، ثم تنتقل بعد ذلك وتهاجر أحيانًا لمسافات بعيدة، ولهذا فكثيرًا ما يحدث أن تلتقي هذه الكتل بعضها ببعض، ويحدث هذا الالتقاء غالبًا على المحيطات. وذلك على طول جبهات تتفق إلى حد كبير مع نطاقات الضغط المنخفض التي تتحرك نحوها الكتل الهوائية من اتجاهات مختلفة.
وعندما تلتقي كتلتان مختلفتان في صفاتهما تحدث غالبًا اضطرابات جوية تزداد شدتها إذا كان الاختلاف كبيرًا بين الكتلتين، خصوصًا في درجة الحرارة ونسبة الرطوبة وحركة الهواء في كل منهما، كما يحدث عادة عندما تلتقي الكتل الهوائية المدارية بالكتل الهوائية القطبية، ويؤدي هذا الالتقاء إلى حدوث أعاصير ومنخفضات جوية شديدة العنف في كثير من الأحيان.
ويجب أن نلاحظ أنه عندما تلتقي كتلة هوائية قطبية بأخرى مدارية تظل كل منهما محتفظة بمميزاتها وصفاتها ولا يختلط هواء الكتلتين بسهولة، إلا أن الهواء القطبي البارد يحاول دائمًا أن يندفع تحت الهواء المداري الدافئ؛ لأن الهواء البارد يكون دائمًا أعظم كثافة من الهواء الدافئ، ويسمى السطح الذي يفصل بين هواء الكتلتين باسم "سطح الجبهات FRONTAL SURFACE" أو "سطح
١ يطلق على هذه المنخفضات أحيانًا اسم أعاصير "Cydomes" ولكن الاسم الأول هو المفضل استخدامه في الوقت الحاضر، وذلك تمييزًا لها عن نوع آخر من الأعاصير التي تظهر في الأقاليم المدارية الحارة. ومن أشهرها التيفون في بحر الصين والهاريكين في خليج المكسيك.