كان اسم الإستبس يطلق بمعناه الأصلي على الحشائش التي تغطي مساحات واسعة في داخل القارات في العروض المتوسطة، ولكنه أصبح في الوقت الحاضر يضم كذلك نطاقات أخرى من الحشائش الموجودة في العروض المدارية بين نطاقات السفانا من ناحية والصحاري الحارة من ناحية أخرى، وقد سبق أن أوضحنا ذلك عند شرح التقسيم المناخي الذي اقترحه كوبن، وسيكون كلامنا هنا مركزًا على حال على إستبس العروض المتوسطة، وهي في الواقع أعظم مناطق الإستبس اتساعًا وأهمها من حيث تنوع مظاهر استغلالها الاقتصادي في الوقت الحاضر، وهي تتميز بأن حشائشها أقصر وأكثر اخضرارًا وليونة من حشائش السفانا والإستبس الحار مما يجعلها أصلح منها لتغذية الماشية.
ومن الناحية المناخية نلاحظ أن مناخ السفانا والإستبس كلاهما قاري وأن أمطارهما تسقط في نصف السنة الصيفي، ألا أن أمطار الإستبس أقل نوعًا ما من أمطار السفانا، فبينما يبلغ معدل أمطار السفانا حوالي ١٠٠ سنتيمتر أو أكثر نجد أن معدل أمطار الإستبس يندر أن يزيد على ٧٥ سنتيمترًا, وفيما يختص بدرجة الحرارة نجد أنها يندر أن تنخفض في أقاليم السفانا عن ٢١ ْمئوية في أي شهر من الشهور، أما أقاليم الإستبس فعلى الرغم من أنها تكون شديدة الحرارة في فصل الصيف فإنها تكون شديدة البرودة في فصل الشتاء الذي