تختلف هذه الأعاصير أو كما تسمى أحيانًا بالعواصف المدارية عن المنخفضات الجوية التي تظهر في المنطقة المعتدلة من عدة وجوه، فبينما تظهر المنخفضات الجوية في نطاق الرياح الغربية فإن الأعاصير المدارية تظهر في نطاق الرياح التجارية أو الموسمية أي في المناطق الحارة، وبينما تنشأ المنخفضات الجوية على اليابس والماء على حد سواء فإن الأعاصير المدارية يغلب حدوثها في مناطق معينة من المحيطات ولا تتوغل في اليابس إلا إلى مسافات قصيرة، وبينما يغطي المنخفض الجوي عادة مساحة واسعة جدًّا قد يصل قطرها إلى أكثر من ١٥٠٠ كيلو متر فإن قطر الإعصار المداري يكون أقل من ذلك بكثير حيث إنه يتراوح ما بين ١٠٠ و ٢٥٠ كيلو مترًا فقط، وبينما تتحرك المنخفضات الجوية دائمًا من الغرب إلى الشرق على وجه الإجمال، فإن الأعاصير المدارية تتحرك عادة من الشرق إلى الغرب، ولو أن خط سيرها ينحرف نحو الشمال في نصف الكرة الشمالي ونحو الجنوب في نصفها الجنوبي، ويلاحظ أخيرًا أن الأعاصير المدارية تكون غالبًا أشد قسوة وأثرًا من المنخفضات الجوية، وكثيرًا ما تؤدي إلى تدمير المباني والمنشآت وحدوث ضحايا في الأنفس وغرق السفن حتى الكبير منها، كما يصحبها تدفق الأمطار بصورة أشد بكثير مما يحدث في المنخفضات الجوية، ويغلب أن يتتابع في أثناء مرور الإعصار حدوث برق ورعد شديدين.
ويكون الضغط الجوي في مركز الإعصار شديد العمق جدًّا كما يكون انحداره شديدًا جدًّا كذلك، حتى إن خطوط الضغط المتساوي المرسومة حول المركز تكون على شكل دوائر شديدة التقارب، ويلاحظ أن الهواء في مركز