للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١٤- ٢- النباتات الطبيعية وتوزيعها العام:

[تمهيد]

رغم أن الإنسان قد عمد في معظم بقاع العالم إلى إزالة النباتات الطبيعية بمختلف أنواعها سواء لإحلال الزراعة محلها أو لأي غرض آخر، فإن الحياة النباتية الطبيعية التي ما زالت موجودة فوق سطح الأرض تعتبر رغم قلتها بالنسبة لما كانت عليه من قبل من أهم إن لم تكن هي أهم مورد من موارد الثروة الطبيعية في العالم، وخصوصًا إذا أضفنا إليها الحياة الحيوانية التي تعيش فيها أو عليها سواء في ذلك تلك الحيوانات التي استأنسها الإنسان على مر العصور واستخدمها لأغراضه الخاصة، أو تلك التي ما زالت تعيش بريًّا في مناطق كثيرة، وأهمها مناطق الغابات والحشائش في العروض المختلفة.

ويمكننا أن ندرك عظم الأهمية الاقتصادية للنباتات الطبيعية إذا تصورنا مثلًا مقدار ما يستهلكه العالم يوميًّا من الأخشاب في أغراض البناء أو صناعة الأثاث، أو في مد السكك الحديدية وصناعة السفن، أو في غير ذلك من الأغراض. إن جميع هذه الأخشاب مصدرها الغابات الطبيعية التي تنمو في مناطق معروفة من العالم، وقد بدأت كثير من الدول المتحضرة خصوصًا في أوروبا وأمريكا، تدرك الخطر الذي يهدد بزوال غاباتها الطبيعية، نتيجة لعظم الطلب عليها من جهة ولطغيان الزراعة عليها من جهة أخرى، فسنت لذلك بعض القوانين التي تنظم بمقتضاها استغلال ما تبقى من هذه الغابات، كما بذلت مجهودات كبيرة لزراعة غابات جديدة، لتعويض النقص الناتج عن كثرة الاستهلاك, ويمكننا كذلك أن نتبين الأهمية الكبرى للحياة النباتية الطبيعية إذا عرفنا أن ما يستهلكه العالم من لحوم وجلود وأصواف يأتي معظمه من المناطق ذات المراعي الطبيعية، التي تربى عليها قطعان كبيرة من الماشية والأغنام، كما هي الحال في مراعي أوروبا والأمريكتين وأستراليا

<<  <   >  >>