المقصود بهذه الأقاليم -على حسب تقسيمنا الذي سبق شرحه- هي الأقاليم التي ينخفض المعدل الشهري لدرجة الحرارة فيها إلى ما دون التجمد في معظم شهور السنة، وتوجد أغلب هذه الأقاليم في العروض العليا من نصف الكرة الشمالي، أما في النصف الجنوبي فلا تمثلها إلا القارة القطبية الجنوبية، ويتفق حدها الشمالي في هذا النصف مع خط عرض ٥٥ o جنوبًا تقريبًا، أما في النصف الشمالي فنظرًا لاختلاط اليابس بالماء اختلاطًا شديدًا فإن الحد الجنوبي للأقاليم القطبية ينحرف نحو الشمال أو نحو الجنوب على حسب الموقع بالنسبة للمؤثرات البحرية، فعلى ساحل النرويج وساحل ألاسكا نلاحظ أن الحد الجنوبي للمناخ القطبي ينحرف شمالًا بتأثير التيارات البحرية الدافئة، وذلك بخلاف الحال في الأجزاء الداخلية من اليابس حيث ينحرف هذا الحد نحو الجنوب لتدخل فيه مناطق واسعة في شمال روسيا وكندا، كما تساعد التيارات الباردة التي تمر بالسواحل الشرقية لآسيا وأمريكا الشمالية على دفع هذا لحد نحو الجنوب بشكل واضح على طول هذا الساحل.
ويمكننا أن نقسم الأقاليم القطبية على أساس درجة الحرارة إلى قسمين هما:
١- مناطق التندرا، وفيها يرتفع معدل درجة الحرارة في فصل الصيف القصير إلى ما فوق درجة التجمد، مما يسمح بنمو حياة نباتية فقيرة تتكون من بعض الحشائش والنباتات الزهرية.
٢- مناطق الثلج الدائم، وفيها لا ترتفع درجة الحرارة في أي شهر من الشهور عن درجة التجمد، ولذلك فإن سطح الأرض يكون مغطى بالجليد، طول السنة ولا توجد بها مظاهر تستحق الذكر من مظاهر الحياة
ومن أهم ما يميز الأقاليم القطبية عمومًا أن الفرق بين طول الليل وطول النهار يزداد كثيرًا كلما اتجهنا نحو القطب، وهنا نجد أن السنة تنقسم إلى فصلين يبلغ