يقع العالم العربي في جملته في العروض المدارية والمعتدلة الدافئة، حيث إن بعض أطرافه الجنوبية تقترب من خط الاستواء، بل إنها تصل في أحد المواضع، وهو الطرف الجنوبي للصومال إلى خط عرض ٣ ْجنوبًا، ولهذا فباستثناء الجبال المرتفعة، فإن الصفة المناخية السائدة في كل العالم العربي هي شدة الحرارة في الصيف واعتدالها في الشتاء.
ويمتد هذا العالم بشكل نطاق عظيم وسط أكبر تجمع قاري في العالم، ولهذا فإن الصفة القارية هي الصفة المناخية السائدة فيه، وذلك على الرغم من أن له سواحل ممتدة لبضعة آلاف من الكيلو مترات على المحيطين الأطلسي والهندي وعلى البحرين الأحمر والمتوسط وعلى الخليج العربي؛ لأن تأثير هذه المسطحات على مناخه لا يتوغل كثيرًا في الداخل إلا في مناطق محدودة، بينما ينحصر في أغلبها في أشرطة ضيقة يتوقف اتساعها على طبيعة المسطح المائي نفسه وعلى تضاريس الساحل واتجاه الرياح السائدة، فالبحر الأحمر مثلًا تأثيره محدود بسبب ضيقه وإحاطة الجبال والصحاري به من الشرق والغرب، وارتفاع درجة حرارة مياهه، وهبوب الرياح السائدة عليه من الاتجاهات الشمالية، أما البحر المتوسط فتأثيره أكبر من تأثير البحر الأحمر لعدة أسباب منها أنه أكبر اتساعًا وامتدادًا، وأن مياهه أقل حرارة بصفة عامة وأن الرياح السائدة عليه تهب من الاتجاهات الشمالية والغربية وتصل إلى بعض المناطق الساحلية بعد أن تكون قد قطعت رحلة طويلة فوق مياهه، ويكون اتجاهها متعامدًا تقريبًا على امتداد بعض هذه السواحل، كما أن هذا البحر له تأثير قوي على الضغط الجوي