ليس من شك في أن الصحراء الكبرى بإفريقية وامتدادها في شبه الجزيرة العربية بغرب آسيا هي أعظم الصحاري الحارة، بل أعظم الصحاري عمومًا من حيث الاتساع، حيث إن مساحتها تزيد على ثلاثة ملايين من الأميال المربعة وتدخل ضمن الصحاري الحارة كذلك صحراء ناميبيا وصحراء كلهاري في جنوب إفريقية ثم الصحاري التي تشغل معظم قارة أستراليا، وصحاري المكسيك وأريزونا في أمريكا الشمالية، وصحراء أتكاما في غرب أمريكا الجنوبية.
وإذا ألقينا نظرة عامة على توزيع هذه الصحاري نلاحظ أنها تتسع بصفة خاصة في شمال إفريقية وفي أستراليا، والسبب في ذلك هو أن هاتين القارتين تتسعان اتساعًا واضحًا في العروض المدارية، ولا شك في أن اتصال إفريقية بكتلة آسيا من ناحية الشرق قد ساعد كثيرًا على عظم امتداد الصحاري بها، كما أن امتداد سلاسل الجبال الرئيسية بأستراليا بمحاذاة سواحلها الشرقية قد حال دون توغل الرياح الممطرة نحو الأجزاء الوسطى والغربية وساعد بذلك على ظهور