ونظرًا للطبيعة الغازية للغلاف الجوي واختلاف كثافة العناصر التي يتكون منها والمواد العالقة به، وارتباطه بالجاذبية الأرضية فإن كثافته تتناقص كلما زاد الارتفاع بسبب تناقص غازاته الكثيفة وتناقص المواد العالقة به فيأخذ نتيجة لذلك في التخلخل والانتشار ولا تبقى به في مستوياته العليا التي يزيد ارتفاعها على ٢٠٠ كيلو متر إلا بعض الغازات الخفيفة التي تتلاشى بدورها تدريجيًّا حتى تختفي في منطقة التقائه بالفضاء.
ويترتب على التغير الذي يطرأ على تركيب هذا الغلاف وكثافته نتيجة لتزايد الارتفاع تغير في خصائصه الضوئية والحرارية والكهرومغناطيسية وعلى الرغم من أن التغير يحدث ببطء وبالتدريج فقد أمكن تقسيم هذا الغلاف إلى عدة طبقات لكل منها خصائص معينة، ولكنها تتداخل في بعضها تداخلًا تدريجيًّا بحيث لا يسهل وضع حدود واضحة لكل منها، ولهذا فإن ما يفصلها عن بعضها عبارة عن مناطق انتقالية تختلط فيها صفاتها وليس لها بدورها حدود واضحة.
وكأي مادة غازية فإن الهواء الذي يشكل الطبقة السفلى من الغلاف الجوي، تتميز بسهولة التحرك في كل الاتجاهات، وبأنه قابل للانضغاط والانكماش، وبأنه قابل للتمدد والانتشار، وهو دائم التحرك والانتقال سواء