محملة بكميات كبيرة من بخار الماء، وتكون سببًا في سقوط أمطار غزيرة على الساحل الشرقي وعلى المنحدرات المواجهة له من الهضبة، أما الساحل الغربي والأراضي المتاخمة له فإنها تكون واقعة في منطق ظل المطر، ولهذا السبب ظهرت صحراء كلهاري ونامبيا في غرب القارة، أما الأمطار التي تسقط إلى الشمال من هذه الصحاري فكلها تقريبًا من نوع أمطار التصعيد التي تكثر في النطاق الاستوائي.
ويلاحظ أن الرياح التجارية لا تسقط أمطارًا تذكر على المحيطات إلا إذا صادفت جزرًا سطحها جبلي، ومن الطبيعي أن تكون الأمطار على المنحدرات المواجهة لهبوب الرياح أغزر بكثير منها على المنحدرات الأخرى، فجزيرة جاميكا مثلًا تخترقها سلسلة جبلية تمتد من الشرق إلى الغرب، ويصل ارتفاعها إلى أكثر من ٢٠٠٠ متر، ولهذا فبينما يبلغ المعدل السنوي للمطر في بورت انتونيو "port Antonio" الواقعة على الساحل الشمالي المواجه لهبوب الرياح التجارية الشمالية الشرقية ٣٥٠ سنتيمترًا فإنه يبلغ ١٠٠ سنتيمتر في كنجستون "Kingston" على الساحل الجنوبي.
أما الجزر السهلية فتكون عادة أقل مطرًا من الجزر ذات السطح الجبلي، ففي جزر بهاما مثلًا لا يزيد معدل المطر السنوي عن ١٢٥ سنتيمترًا، وقد ينخفض أحيانًا إلى أقل من ٧٥ سنتيمترًا، وهذه حقيقة لها أهميتها لأن الجزر السهلية، على الرغم من أنها من أصلح الجزر للزراعة، إلا أن قلة أمطارها تعتبر أحيانًا من المشكلات التي تعترض زراعة كثير من الغلات.
ثالثًا- نطاق الرياح الموسمية "المدارية":
سبق أن ميزنا في فصل سابق بين الرياح الموسمية الصيفية والرياح الموسمية الشتوية، وذكرنا أن الأولى دافئة رطبة أما الثانية فباردة جافة، ولذلك فإن الأمطار الموسمية تسقط في جملتها في فصل الصيف، ففي بمباي مثلًا نجد أن معدل ما يسقط من المطر في الأربعة أشهر التي أولها يونيو وآخرها سبتمبر هو ١٧٢ سنتيمترًا وذلك من المعدل السنوي وقدره ١٨٣ سنتيمترًا