الجنوب في مقدمة المنخفضات الجوية، أما الشتاء فيميل للبرودة وقد تنخفض بعض معدلاته الشهرية عن درجة التجمد، وكثيرًا ما تحدث في أثنائه موجات برد قارصة نتيجة لهبوب هواء قطبي من الشمال في مؤخرة المنخفضات الجوية. وقد تستمر بعض هذه الموجات بضعة أيام تكون فيها درجة الحرارة أقل من درجة التجمد بكثير. والمدى الحراري السنوي واليومي كلاهما منخفض نوعًا منا على السواحل ولكنهما يتزايدان كلما توغلنا في اليابس نتيجة لتزايد المظاهر القارية.
وأمطار هذا المناخ كثيرة وموزعة على جميع الأشهر ولكنها تبلغ قمتها شتاء في غرب القارات بسبب تزايد نشاط المنخفضات الجوية، وتتزحزح هذه القمة نحو الربيع أو الصيف كلما تعمقنا في اليابس نحو الشرق نتيجة لتزايد نشاط التيارات الصاعدة بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وتتناقص كمية المطر عمومًا كلما سرنا في نفس الاتجاه، فبينما يتراوح المعدل السنوي في سهول شرق أوروبا بين ٥٠ و١٠٠ سم فإنه قد يزيد على ٤٠٠ سم على سواحلها الغربية، وتكثر الأمطار بصفة خاصة على المنحدرات الجبلية الغربية المواجهة للمحيط، وكثيرًا ما تسقط الأمطار خصوصًا في الشتاء بصورة ثلج. ونظرًا لارتفاع الرطوبة النسبية فإن الضباب يعتبر من الظاهرات الشائعة الحدوث "راجع أرقام بوردو ووارسو".
والحياة النباتية غنية في هذا المناخ وأغلبها عبارة عن غابات نفضية، أو صنوبرية على المرتفعات، ولكن أغلب هذه الغابات أزيلت وحلت محلها الزراعة.
٣- النوع cfc "المائل للبرودة صيفًا":
يمثل هذا النوع الامتداد الشمالي للنوع الدافئ cfa. وهو يظهر على ساحل النرويج بين خطي عرض ٦٣ ْو٧٠ ْ وفي جنوب أيسلندة وجزر فاروس وشتلاند وبعض الجبال العالية في بريطانيا، وعلى سواحل ألاسكا وأرخبيل ألوشيان وفي جزء صغير في الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية وجزر فولكلاند. ويلاحظ أن كل هذه المناطق عبارة عن مناطق ساحلية، ولذلك فإن المدى الحراري بها صغير