الطرف الجنوبي الشرقي لهضبة الدكن وعلى الساحل أنام وفي جزر الفلبين حيث إن سقوط الأمطار في هذه المناطق لا يقتصر على فصل الصيف عند هبوب الرياح الموسمية الجنوبية الغربية، بل إن الرياح الموسمية الشمالية الشتوية تسقط كذلك كثيرًا من الأمطار في هذه المناطق؛ لأن مرورها على مسطحات مائية دافئة يساعدها على حمل كميات كبيرة من بخار الماء.
ويختلف طول الفصل الممطر في الأقاليم الموسمية المدارية من منطقة إلى أخرى على حسب الظروف المحلية، وخصوصًا ما يتعلق منها بالموقع والتضاريس واتجاه الرياح، ففي الهند مثلًا نجد أن طول الفصل الممطر يزداد كلما اتجهنا جنوبًا نحو الأطراف الجنوبية لهضبة الدكن لأن هذه الأطراف هي أول المناطق التي تصل إليها الرياح الموسمية الصيفية الممطرة من المحيط الهندي، كما أنها في آخر المناطق التي تختفي منها هذه الرياح.
وتتميز الأقاليم الموسمية عمومًا بأنها من أكثر أقاليم العالم تعرضًا لحدوث تغيرات كبيرة في كمية الأمطار وفي طول الفصل الممطر من سنة إلى أخرى، فقد تؤدي قلة الأمطار في سنة من السنين إلى هبوط شديد في المحاصيل الزراعية فتنتشر المجاعات في جهات كثيرة كما يحدث أحيانًا في الصين وفي ولايات الهند الوسطى والشمالية، ولكن قد تكون الحالة على العكس من ذلك تمامًا في نفس الجهات في بعض السنين الأخرى حيث تزيد الأمطار بدرجة تؤدي إلى حدوث فيضانات غاية في الخطورة, ومثال ذلك ما حدث في جنوب الصين في سنة ١٩٣١ عندما فاض نهر يانج تسي فيضانًا خطيرًا غرق بسببه ما لا يقل عن أربعة ملايين مسكن وهلك عدة آلاف من الأنفس وأصبح حوالي ٢٠ مليون من السكان بدون مأوى وغمرت السيول ثماني مقاطعات انتشرت فيها الأوبئة والمجاعات.
والواقع أن طبيعة الأمطار الموسمية تساعد على ضياع كميات كبيرة من المياه دون فائدة؛ لأن الأمطار تسقط عادة بغزارة شديدة يترتب عليها ظهور سيول.