أما في فصل الشتاء فإن مياه المحيط أقل حرارة من اليابس، ولهذا فإنها تساعد على تلطيف درجة الحرارة على السواحل المجاورة.
والرياح السائدة في هذا النوع من المناخ هي الرياح الغربية إلا أن نظامها غير ثابت بسبب كثرة المنخفضات الجوية التي تظهر طول العام تقريبًا، خصوصًا في فصلي الشتاء والخريف، ويلاحظ أن الرياح الغربية لا تستطيع أن تتوغل في فصل الشتاء توغلًا كبيرًا في داخل اليابس، بسبب وجود منطقة ذات ضغط مرتفع متمركزة على أواسط كتلة أوراسيا.
والواقع أن اختلاف نظام الضغط على أواسط أوراسيا في فصل الشتاء عنه في فصل الصيف له علاقة كبيرة باتجاه الرياح التي تهب على السواحل الغربية لأوروبا، ففي فصل الصيف يكون اتجاه هذه الرياح في جملته غربيًّا لأنها تكون مندفعة نحو الشرق، بتأثير الضغط المنخفض العميق الذي ينشأ في هذا الفصل على أواسط أوراسيا.
أما في فصل الشتاء فإن هذا الضغط المنخفض يتلاشى ويحل محله ضغط مرتفع يقف في طريق تقدم الرياح نحو الشرق ويعمل على انحرافها نحو الشمال الشرقي بمعنى أنها تكون جنوبية غربية.
ويتميز النوع البحري من المناخ المعتدل البارد كذلك بأن هواءه يكون محملًا بكميات كبيرة من بخار الماء، وبأن أمطاره تسقط طول السنة، ولكنها تكثر بصفة خاصة في فصلي الشتاء والخريف، وهناك نوعان رئيسيان من هذه الأمطار:
١- الأمطار الإعصارية التي تسببها المنخفضات الجوية التي تكثر في نطاق الرياح الغربية، وهي المسئولة عن زيادة أمطار فصلي الشتاء والخريف وهما فصلا نشاط المنخفضات الجوية.
٢- أمطار التضاريس، وهي تسقط بغزارة على سلاسل الجبال المرتفعة التي تعترض طريق هبوب الرياح الممطرة التي تهب من ناحية المحيط، ففي