أما في أمريكا الشمالية فإن النظام الموسمي أقل وضوحًا بكثير منه في شرق آسيا، ويرجع ذلك إلى أن الضغط المنخفض على كتلة أوراسيا يكون أكثر عمقًا وأشد انحدارًا من الضغط المنخفض على أمريكا الشمالية، ولهذا السبب نجد أن أمطار شرق الولايات المتحدة ليست مقصورة على فصل الصيف بل إنها تسقط كذلك في فصل الشتاء نتيجة لهبوب الرياح الممطرة من المحيط الأطلسي في مقدمة المنخفضات الجوية التي تعبر البلاد من الغرب إلى الشرق. والواقع أن مناخ شرق الولايات المتحدة يعتبر خليطًا من المناخ البحري والمناخ القاري إذ إن الرياح الغربية السائدة تنقل إليه مظاهر المناخ القاري من الداخل.
أما المؤثرات البحرية فتصل إليه بواسطة الرياح الجنوبية الشرقية التي تهب عليه أحيانًا من المحيط الأطلسي في مقدمة المنخفضات الجوية.
ولا يختلف المظهر العام للحياة النباتية في هذا النوع من المناخ عنه في المناخ المقابل له على الحافات الغربية، فهنا أيضًا نجد أن الغابات النفضية هي أهم أنواع النباتات الطبيعية، وعلى الرغم من أن هذه الغابات أزيلت من مناطق كثيرة فإنها مازالت تغطي مساحات واسعة في شرق آسيا، خصوصًا في منشوريا واليابان، وكذلك على جوانب مرتفعات الأبلاش في شرق الولايات المتحدة، أما في نصف الكرة الجنوبي فإنها لا تظهر إلا في جنوب أمريكا الجنوبية حيث تغطي مساحات صغيرة نسبيًّا في بتاجونيا وجزيرة أرض النار "تيرادلفويجو".