ويكثر الضباب في معظم أيام السنة على طول السواحل بل إنه يعتبر من الظاهرات الطبيعية المستمرة في بعض الأماكن، ويلاحظ في معظم المناطق أن الضباب يزداد بصفة خاصة في فصل الشتاء عنه في فصل الصيف، كما يزداد في أثناء الليل عنه في أثناء النهار، وذلك على الرغم من ازدياد التبخر في الصيف وكذلك في أثناء النهار تبعًا لارتفاع درجة الحرارة، والسبب في ذلك هو أن برودة اليابس في الشتاء وفي أثناء الليل تساعد على تكثف بخار الماء العالق بالهواء أما في فصل الصيف وفي أثناء النهار فإن ارتفاع درجة حرارة اليابس يعمل على تبديد الضباب بسرعة كلما ابتعدنا عن الساحل نحو الداخل، حتى إنه لا يستطيع أن يتوغل في اليابس إلا لمسافات محدودة، فهو لا يتخطى السلاسل الجبلية في بيرو وشيلي كما لا يتوغل في صحراء ناميبيا في جنوب غرب إفريقية إلى أكثر من مائة كيلو متر.
وعلى الرغم من ارتفاع نسبة الرطوبة في هواء السواحل الصحراوية الحارة فإن كمية هذه الرطوبة ليست كبيرة بسبب مرور الهواء الذي قد يهب من البحر على مياه التيارات الباردة ولذلك فإن هذه الرطوبة لا تكفي لإسقاط أمطار تذكر على هذه السواحل خصوصًا إذا لاحظنا أن اليابس يكون عمومًا شديد الحرارة وأن هذا يؤدي إلى تناقص نسبة الرطوبة كلما ابتعدنا عن البحر نحو قلب الصحراء، وتلعب الظروف المحلية مع ذلك دورًا مهمًا في تحديد كمية المطر، ففي بيرو وجنوب غرب إفريقية وجنوب كاليفورنيا نجد أن الرياح التي تهب من ناحية الشرق تهبط نحو هذه الصحاري من المرتفعات التي تشرف عليها، فيؤدي هبوطها إلى ارتفاع درجة حرارتها وانخفاض نسبة الرطوبة بها، ولهذا فإن كمية المطر لا تزيد في كل هذه المناطق على ثلاثة سنتيمترات في السنة، أما في غرب أستراليا فإن كمية المطر تزيد كثيرًا عن ذلك حيث تصل إلى حوالي ٢٢ سنتيمترًا على الساحل الممتد تزيد من أقصى الجنوب حتى خط عرض ٤٦ ْجنوبًا، كما تسقط مثل هذه الكمية على ساحل شيلي وجنوب غرب إفريقية من أقصى جنوبها حتى خط عرض ٣٣ ْجنوبًا.