آسيا، حيث إن الحوض العظيم محاط كذلك بسلاسل جبلية تحول دون وصول الرياح الممطرة إليه من أي ناحية.
ولكن يلاحظ أن بعض الصحاري الموجودة بين سلاسل الجبال يكون مستوى سطحها مرتفعًا بدرجة يترتب عليها انخفاض المعدلات الحرارية لبعض أشهر فصل الشتاء في بقية الصحاري المعتدلة، ويمكننا أن نضم مثل هذه الصحاري إلى النوع البارد من الأقاليم الصحراوية، وهو النوع الذي سنتكلم عليه فيما بعد, ويختلف موسم سقوط الأمطار في صحاري آسيا من الغرب إلى الشرق تبعًا لاختلاف موسم سقوط الأمطار في الأقاليم المجاورة، ففي صحاري سوريا والعراق وإيران والصحاري الواقعة حول بحر قزوين وبحر آرال يسقط أكثر من ٨٠% من الأمطار القليلة التي تصيب هذه الصحاري في نصف السنة الشتوي، وذلك لأن مثل هذه الصحاري تتأثر بمظاهر مناخ البحر المتوسط التي تسود إلى الغرب منها ويتبين هذا من توزيع الأمطار في كل من تدمر بالصحراء السورية وبغداد "انظر الجدول رقم ٣٣" وعلى العكس من ذلك نجد أن الأمطار القليلة التي تسقط في صحراء جوبى وصحراء تاكلاما كانت تأتي في نصف السنة الصيفي، وذلك لأن مناخ هاتين المنطقتين يعتبر امتدادًا لمناخ الإستبس الذي تسقط معظم أمطاره في هذا النصف من السنة.