بها، كما يؤدي إلى ظهور حالة عدم استقرار في هذا الهواء، ولهذا فإنه يكون سببًا في سقوط بعض الأمطار على شمال ليبيا ومصر. وهو يأتي عادة في مؤخرة المنخفضات الجوية التي تغزو البحر المتوسط من ناحية الغرب في فصل الشتاء وكثيرًا ما تصحبه موجات من البرد شديدة القسوة.
ثالثًا- فصل الصيف "يوليو":
الهواء المداري:
تظل الصحراء الكبرى في هذا الفصل أيضًا مركزًا لنشأة الهواء المداري القاري CT، الذي يكون شديد الحرارة والجفاف، وعلى الرغم من أن اشتداد الحرارة في الصحراء يؤدي إلى عدم استقرار هذا الهواء إلا أن صغر كمية الرطوبة العالقة به لا تسمح إلا بسقوط كميات قليلة جدًّا من الأمطار. ويصل إلى السواحل الشمالية للقارة في هذا الفصل من ناحية البحر المتوسط نوع معدل من الهواء المداري القاري مصدره الأجزاء الجنوبية من أوروبا، ورغم أن هذا الهواء يمر فوق مياه البحر المتوسط فإنه يظل محتفظًا في معظم قطاعاته بالصفات القارية، إلا في أجزائه السفلى التي تزداد فيها نسبة بخار الماء, ولكن هذه الزيادة لا تظهر في الطبقات العليا منه؛ لأن البحر المتوسط يكون عندئذ مركزًا لضغط مرتفع يميل فيه الهواء للهبوط إلى أسفل، ولذلك فإن هذا الهواء يكون رغم الرطوبة التي يحملها في أجزائه السفلى، مصحوبًا بجو صحو عديم السحب بسبب جفاف الطبقات العليا منه، وإذا ما انتقلنا إلى جنوب القارة نلاحظ أن الهواء المداري القاري الذي يظهر هنا في هذا الفصل "الشتاء الجنوبي" يكون أميل للبرودة كما يكون أكثر استقرارًا من الهواء المداري القاري الذي رأيناه في الشمال.
أما الهواء المداري البحري فيكون في فصل الصيف سائدًا في النطاق المحصور بين خطي عرض ٥ ْو١٥ ْشمال خط الاستواء، وهو يأتي من المحيط الأطلسي من الرياح الجنوبية الغربية التي يتسع نطاق هبوبها في هذا الفصل بسبب تزحزح نطاق الضغط المنخفض الاستوائي نحو الشمال. ونظرًا