للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطر ويزول الغطاء النباتي الذي يكسو التربة، ويختلف موسمها في البلاد المتأثرة بمناخ البحر المتوسط عنه في البلاد المتأثرة بالمناخ المداري الممطر صيفًا، ففي البلاد الأولى تكثر الزوابع الترابية عادة في أواخر الربيع وأوائل الصيف وأواسطه، وقد يمتد موسمها حتى بداية الخريف، أما في البلاد الثانية مثل سهول وسط السودان وشماله فإنها تكثر بصفة خاصة في الربيع وأوائل الصيف.

وتتوقف شدة الزوابع الترابية والرملية على عدة عوامل أهمها:

١- كثرة الأتربة أو الرمال الناعمة المفككة على سطح الأرض وانتشارها في مساحات واسعة.

٢- جفاف الجو، حيث إن هذا الجفاف يساعد على تفكك الرمال والأتربة.

٣- نشاط التيارات الهوائية الصاعدة مما يؤدي إلى ارتفاع الأتربة والرمال الناعمة.

٤- هبوب الرياح سطحية تحمل معها الأتربة والرمال الصاعدة، وتحدث العمليتان الأخيرتان عادة عندما تمر جبهة هوائية باردة على أرض دافئة، ففي هذه الحالة تسخن الأجزاء السفلى من الهواء البارد وترتفع بشكل تيارات صاعدة تحمل معها الأتربة والرمال الناعمة التي تدفعها الرياح أمامها.

ومن الزوابع الترابية ذات الصفات المميزة في الوطن العربي تلك الزوابع التي تشتهر بها السهول الوسطى والشمالية للسودان والتي تعرف محليًّا باسم "الهبوب haboob" وهي تظهر بصفة خاصة في أواخر الربيع وأوائل الصيف، حيث يكون الجو عندئذ حارًا جافًّا وتكون التربة مفككة وخالية من الحشائش، ويتقدم الهبوب عادة بشكل جبهة متصلة يسهل تمييزها عن بعد، وقد يستطيع المراقب في بعض الأحيان أن يلاحظ مولد الهبوب وتجمعه في منطقة نشأته، وعندما يمر الهبوب على أي مكان فإنه يؤدي إلى انخفاض مدى الرؤية عند سطح الأرض إلى الصفر، كما يؤدي إلى ترسيب طبقة سميكة من الغبار الناعم على كل ما يقع في طريقه، وكثيرًا ما يعقب مروره سقوط بعض الأمطار مما يساعد على تنظيف الجو من الغبار، ويكثر حدوث الهبوب بصفة خاصة في منطقة الخرطوم ومنطقتي توكر وكسلا في شمال شرقي السودان.

<<  <   >  >>