للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تقريبًا وقلة مظاهر التكثف الأخرى وخصوصًا الندى، بحيث لا تحد التربة أي مصدر يعوضها عما تفتقده من مياه بالتبخر. ولهذا فإن سطح الأرض نفسه يسخن بسرعة في أثناء النهار حتى ترتفع درجة حرارته في الأماكن المكشوفة إلى أكثر من ٤٠ ْم، بل وكثيرًا ما تصل درجة حرارة سطح رمال الصحراء في أواسط النهار إلى ٧٠ ْم أو أكثر، ومما يذكر أن سخونة الرمال بهذا الشكل مع سكون الهواء يترتب عليهما انطلاق الإشعاعات الحرارية بكثرة من سطح الرمال إلى الجو فيؤدي ذلك إلى ظهور "السراب" الذي تشتهر به الصحاري الحارة عمومًا.

وباستثناء المناطق الممطرة صيفًا مثل جنوب السودان ووسطه فإن أشد الشهور حرارة في كل أجزاء العالم العربي الأخرى هي شهرا يوليو وأغسطس، أما في المناطق الممطرة صيفًا فإن معدلات هذين الشهرين تكون قليلة الارتفاع نوعًا ما بسبب كثرة السحب والأمطار بالنسبة للأشهر الجافة التي تسبقها أو التي تعقبها مباشرة، ففي هذه المناطق تكون الحرارة عادة قمتان إحداهما قبل موسم المطر مباشرة والثانية بعدها مباشرة، وتكون القمة الأولى غالبًا أوضح من القمة الثانية، في مدينة الخرطوم مثلًا تكون أشد أيام السنة حرارة هي الأيام الواقعة بين منتصف مايو ومنتصف يونيو، وتليها الأيام الواقعة بين منتصف سبتمبر ومنتصف أكتوبر.

والسبب في ارتفاع القمة الأولى عن القمة الثانية هو أن موسم المطر ينتهي بشكل تدريجي وتظل التربة محتفظة ببعض رطوبتها وبكثير من غطائها النباتي لمدة أسبوعين أو ثلاثة بعد انتهاء موسم المطر، فهذه العوامل كلها تساعد على تخفيف قسوة القمة الثانية نوعًا ما عن القمة الأولى التي تأتي في وقت تكون فيه التربة قي أشد حالات جفافها، وفي أشد حالات فقرها في الغطاء النباتي، ولكن ما إن تبدأ الأمطار في السقوط حتى تتبلل التربة وتبدأ الحشائش في النمو فتنخفض درجة الحرارة بشكل ملحوظ.

ونظرًا لأن طول فصل المطر يزداد كلما اتجهنا جنوبًا فإن قمتي المنحنى

<<  <   >  >>