للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أخرى بحيث يصعب الاعتماد عليها في أي تخطيط زراعي أو رعوي، ففي شمال مصر وليبيا مثلًا يبلغ معدل التغير ٥٠% أو أكثر. ولا شك في أن قلة الأمطار عمومًا معناه أن أي تغير في كميتها قد تترتب عليه نتائج كبيرة. ويمكننا أن ندرك التغير الكبير في نظام المطر إذا استعرضنا على سبيل المثال أمطار أي محطة من المحطات الواقعة على حافة الصحراء خلال عدة سنين. ففي واحة سيوة مثلًا نجد أن ٤٣.٢ مم قد سقطت بها في سنة ٤٤/ ٤٥، بينما لم يسقط بها أي شيء خلال ٢١ سنة بين ١٩٠٠و١٩٢١، ويبلغ المعدل السنوي فيها ١٠.١مم.

وعلى الأطراف الجنوبية للصحراء وفي مناطق الإستبس المجاروة لها يرتفع كذلك معدل تغير المطر ارتفاعًا كبيرًا، ففي بورسودان مثلًا يبلغ المعدل السنوي ٨٤.٤ مم، ومع ذلك فإن الأمطار قد انخفضت في سنة ١٩١٠ إلى ٢٠.٣ مم بينما ارتفعت في سنة ١٩٢٥ إلى ٤٢١.٦ مم، وفي تلك السنة سقط ٧١.١ مم خلال ٢٤ ساعة. وفي الخرطوم يبلغ المعدل السنوي ١٦٨مم، ومع ذلك فإن أمطارها قد انخفضت في سنة ١٩٠١ إلى ٦٣.٥ مم بينما ارتفعت في سنة ١٩٣٨ إلى ٣٨١مم، وفي البصرة يبلغ المعدل السنوي ١٤٤.٤مم ولكن أمطارها انخفضت في إحدى السنوات إلى ٥٣.٣ مم بينما ارتفعت في سنة أخرى إلى ٣٥٣.١ مم، وسجل في يوم واحد من الأيام ٨٨.٩ مم، وفي الشارقة على الخليج العربي يبلغ المعدل السنوي ١١٥٧ مم، ومع ذلك فقد حدث أن سقط ١١٠.٢ مم في يوم واحد. كما حدث نفس الشيء تقريبًا في البحرين التي يبلغ معدل مطرها السنوي ٨٢.٧ بينما سجل في أحد الأيام ٧١.١ مم.

<<  <   >  >>