وهكذا فعندما تتفتت الصخور المختلفة بفعل التجوية فإنها تنتج أنواعًا متباينة من المواد التي يكون بعضها قابلًا للذوبان في الماء مثل كربونات الكالسيوم وبعضها الآخر غير قابل للذوبان مثل الصلصال والغرين والرمال التي تتكون من حبات الكوارتز وقطع الصخور، وهذه المواد غير القابلة للذوبان هي التي تمثل التركيب غير الضروري الرئيسي للتربة.
التركيب الكيميائي للتربة:
إن دراسة التركيب الكيميائي للتربة له علاقة قوية بنوعيتها ومدى صلاحيتها لنمو الأنواع المختلفة من النباتات، وكلما كانت التربة متوازنة في تركيبها الكيميائي كانت أكثر صلاحية للزراعة، وفي حالة عدم توازنها تستخدم عادة أسمدة كيميائية خاصة لتزويدها بالعناصر الناقصة.
ويطلق تعبير عناصر التربة الحرجة soil critical elements على بعض العناصر الضرورية التي تستهلك منها النباتات كميات كبيرة والتي توجد غالبًا بنسب صغيرة في التربة ومنها النيتروجين "الآزوت" والفوسفور والبوتاسيوم، وهي تضاف عادة إلى التربة في صورة أسمدة كيميائية لتعويض ما يطرأ عليها من نقص، وهناك غير ذلك عناصر أخرى لها دخل في توازن التربة مثل المنجنيز والنحاس والزنك، كما أن درجة تركيز الأيدروجين، التي يعبر عنها عادة بالرمز ph تعتبر من العناصر المهمة التي لا بد أن يحسب لها حساب في تقدير صلاحية التربة للزراعة لأنها هي التي تحدد درجة حموضتها أو قلويتها، وتتراوح قيمة ال ph بين ٤ و٥ في التربة الحمضية و٨ و١٠ في التربة القلوية.
وتعتبر المواد الجيرية "أو الكلسبة" والمواد الملحية وأكاسيد الحديد والألومينيوم وأملاح الصوديوم والبوتاسيوم من العناصر التي يمكن أن تعطي للتربة نوعية خاصة إذا كثرت فيها، وعلى هذا الأساس تقسم التربة عمومًا إلى أربعة أنواع كبرى هي: التربة الجيرية، والتربة الملحية، والتربة الحديدية، والتربة